الرئيسية » » العيون أيضاً وديع سعاده

العيون أيضاً وديع سعاده

Written By غير معرف on الجمعة، 1 فبراير 2013 | فبراير 01, 2013





العيون أيضاً

يعبرون، أفراداً وجموعاً، ولا أحد ينظر إليه.
إلى أين تذهب نظراتهم، لا يعرف. أين تحطُّ النظرة إنْ لم تحطَّ على ناس؟!
يسمع أنيناً تحت الأقدام. ويعتقد أنَّ من يئنُّ هناك هي العيون.
انتشلِ العيونَ من التراب وضعْها على الغصون، فالأشجار تريد أيضاً أن تنظر.
انتشلْها وضعْها على الحجارة، فربما الحجارة تريد أن تمشي وينقصها النظر، أو على الأقلّ تريد أن ترى من يقعد عليها.
ليس عدلاً أن لا يكون للنظرات مكان.
ليس عدلاً أن لا تعرف العيون إلى أين تذهب نظراتها.
وإن احترتَ إلى أين ترسل نظرة فضعْها على الطريق. قد يمرُّ أعمى ويكون في حاجة إليها.
قال هذا والجموع تعبر ولا أحد يلتفت إليه.
نظرات، يتيمة، في فضاء فارغ.
تمنَّى لو يخلق لها أباً، أمّاً، أخاً، رفيقاً...
نظرَ، ولم يرَ رحْماً.
نظرَ، ولم يرَ.
كأنه كان هو العابرين.
ومثلهم لم يعرف إلى أين تذهب نظرته.
التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads