الرئيسية » » قصائد للحب والحرية والموت - ريما بعيني

قصائد للحب والحرية والموت - ريما بعيني

Written By غير معرف on الثلاثاء، 19 فبراير 2013 | فبراير 19, 2013

قصائد للحب والحرية والموت - ريما بعيني





قصائد للحب والموت

ريما بعيني

بضع أصابع تتشبث بما بقي من الإسفلت

قدم أضاعت جسدها.. ولم تضيّع الطريق

وحنجرة تنزف آخر ما حفظته من كلام عن الحرب والسلم

عن الحرية والغربة

عن وطن لا يبيع أبناءه في سوق النخاسة

وهتاف رخيص على الرصيف المقابل يتزحلق عليه رقيق الملك





متقابلين نُفلّي ألسنتنا من أنصاف الكلام

ونُعيد لعمرنا لحظاته المشاغبة

متقابلين نُمّرر أصابعنا في شعر الوقت

الذي نما في غيابنا

ونُفرط في تدليله

نقبض على عنق المسافة ونتجرعها دفعة واحدة

نُلقي بحروبنا الصغيرة في درج الذاكرة

نستلقي عاريين من صمتنا

من حصّتنا في الحزن

ومن رغبة في الصراخ حد البكاء

نفرك قلوبنا ببعضها لنشعل حطب خوفنا من الفراق

كل ما لدينا كمشة من الفرح

نفصفصها على مهل

وشمعة تقيس لنا أعمارنا

لئلا دسنا عليها يومًا بأحذيتنا البالية





كنا نركض معًا

أنا والعالم نركض معًا

عندما تعثّرت وسقطت

لم يتوقف.. لم يلتفت

ظلّ يركض..

وحده الغبار الذي أثاره حذاؤه

تخلّف عنه وحاذاني



تعلّمتُ.. عندما يتعثّر أحد ما بقربي

أن أخفف من وطأة قدمي على الأرض

أن ألتفت وألقي نحوه بزجاجة الماء الوحيدة التي بيدي

وربما..

أتوقف وأعود







أي صرخة كانت أقوى

لحظة انتزعتموهم من حضن أمهاتهم

أم لحظة لامست حد السكين أعناقهم

هل تذكرون









نظر إلى جثته وتمنى

لو يسندها إلى الجدار

لو يبعدها عن بركة الدم التي يغوص بها وجهه

لو يغطي ظهرها المكشوف

لو يتوقفوا عن لكزها بأحذيتهم وحراب بنادقهم

لو يجد لها قبرًا مريحًا يليق بها

ماذا لو استيقظ الآن وبصق كل الرصاص

الذي حشوها به في وجوههم





بأي يد ملطّخة سترجع للبيت

بأي عين ستغفو فوق وسادتك

وبأي لسان ستحدّث أطفالك.. أمّك.. أخوتك الصغار

وأي مفاصل ستحملك للدار

أنت الذي لم تقوَ على مواجهة خوفك من ضحكة الأطفال






التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads