الرئيسية » » تمارين في خيمياء المكابدات أحمد يعقوب

تمارين في خيمياء المكابدات أحمد يعقوب

Written By غير معرف on الثلاثاء، 12 فبراير 2013 | فبراير 12, 2013


تمارين في خيمياء المكابدات
 أحمد يعقوب



فيما مضى كنت إنسانا عصابياً

أحيل العصابية الى سؤال الجمال

بهما أحافظ على انسانيتي وأهدهد للألم

فيما أتى :عضّ العبد حريتي والذئب انسانيتي ..

وبقيت عصابيتي تأسرني

صرت أعوي بصمت ، وأتذأب كلما غاب القمر

لم يعد الشعر عصاي السحرية

لم يعد لي فانوس أخضر

الذاكرة وحش أيضا

التأمل يغفو على الرصيف
والذئب لا يعرف الفرق بين الحجاج والحلاج


II

ماذا يضير القاتل أن يكتئب الشاعر؟

ماذا يضير القاتل أن تنجرح أحاسيس الشاعر؟
ماذا يقول السيف للرواية؟؟


هل يغني الشاعر أنقاض الفاجعة ويعتلي منبر الكارثة ؟

وماذا إن تلبدت وتبلدت تمظهرات الروح

الشعر صنو الوجدان والمشاعر

الشعر لجوء الخوف من الرعب
الشعر إعلاء الرحمة على الشفقة.


بينما

الربيع ،والرقيع ، والسجع ، والدلع، وأغاني البرابرة ، في مد وجزر !

المباشرة ، والإنفعال ، والذاكرة ، والقياس ، كأخبار عاجلة.!

آفة الابداع القياس.

الإنشاء ترف السطحيين وبهرجة الواصفين!

والإحساس قد يكون خادعا !
لماذا تـكتب العبثية والعدم.؟


III

لاحياة بلا هدف كبير أو صغير

عندما تضيق الأهداف تكبر الأحلام

وماذا ان تطابقت الأحلام مع الأوهام؟؟
أسأل ربة الشعر أن تتوهج قليلا كي انطفىء


اللغة لا أدري ماذا حلّ بها

هل انكمشت ؟ تقلصت ؟ اختنقت ؟ تجمدت ؟ انسحبت ؟ تقوقعت ؟؟

المخيلة أيضا ربما تعطلت أو اعتقلت !
الكلام أيضا أصيب برضوض ،ولاأدري إن كان منطوقي هو صوت بشري ! أم عواء ! أو نباح !وربما زمجرة ! وربما ثغاء!


IV

منذ حين صمت الكلام أمام الركام وارتدت الحكاية...

كيف يكتب الماء أحجيات القرنفل؟

الصبار الذي نبت في الروح تكور في القلب..

لا ضوء

لا شموع

ولا دهن حوت

القاموس يضيق على المفردات مثل متسول في مدينة جائعة..

وغزة تمد يدها المقطوعة بالحرابة..

لماذا تتناسل الأمنيات من شجرة دخلت سن اليأس؟

والأغنيات تترجل من عربة الغجر؟

بينما الماء المقدس في نهر الشعر يتبخر..

النار في موقد التخلف تتوهج مثل إمراة شبقة..

والرجم

والعقم

والقندوس

البدء

الخلق
السيف والصيف واشتقاق الحروف من البداية الى النهاية...

قالوا:


إن الخيل والليل لم يعودا يتعرفان على المتنبي.. ولم يسمع الصمم أو القلم في الرياح المشاعية..
الكلب يعوي والسماء تهرول عرجاء...


V

نعم !

لابأس !

الأمي لم يقرأ صحف اليهود ولا أسفار الجدود

والكافر لايعرف أسرار الأغطية والموعظة في السوق

وأنت تحاول أن تكتب

أن تصمت !
أن تحكي !


اعطهم حفنة من التراب ودعهم يخلقون أغنياتهم. الموتى.

الشعر صنو الروح

لماذا على الشاعر أن يتذأب؟

ولماذا يصبح الغناء عواء؟؟

الطفولة أيضا تتصدر السؤال

لا تكن طفلا فيهزأ متك الذئب

لا تكن شاعرا فينتقم منك الذئب

خذ ملكة السؤال والق بها في وجه ورّاقي القياس

وقل لهم الإباحة هي الأصل

الله

ماذا يفيد الكلام مع الذئب؟

ألا ترى كم كان الساذج يترنح؟

VI

يا صاحب اليأس الذي اخضوضر مثل امرأة حامل لا تعرف هوية جنينها ..ولا وقت الولادة

كيف تقدس آلامك؟

الوجع مثل فكيّ قرش

والألم مرحلة اخرى

"التأويل مدخل للتضليل"

الإيديولوجية لا تحتمل الوصف

الإيديولوجيا لا تعتمل بالقصف

الوصف السردي والوزن العشري وكل ما جاء على لسان حفاة الضباب

رام الله:

النساء العازبات

البطاطا ألذ من الكستناء في قمرة الضيافة الخالدة

اختلاط الألوان في كأس الباكاردي

وقطعة الليمون مثل امراة ناحلة تخشى اعتصارها

نعم لدي متسع من الوقت لأمضغ اللاجدوى
فيطول الوقت كي يمضغني صراع النقيض ونقيضه.


VII

غزة تحترق

وأنا أيضا احترق في رام الله

الحرب تهز أركان كل شيء

وماذا عن الحب؟

في خوالجي ثمة رومانسية وثمة تراجيديا
تصارعانني مثل كبير الغلادييتر


وماذا عن الكوميديا السوداء

البطيخ والطرنيب
برنارد شو يناطح شكسبير والمسرح الشعري يزدهر بين المقابر


من يعرف دقات قلب طفل في غزة

دقات قلب أمه تقلب نرد الابتهالات

والماء الحامض في العيون لا يروي المعجزات

عندها ماذا تفعل؟

مثلا هل تطرق قليلا
كي لا تطبق السماوات على الطائرات والأحجيات.!


يقول أدونيس بن احمد يعقوب:

(أنا لم ابدأ بإطلاق النار

وأنا لا أتحكم بأطلاق النار

لكنني أنا وحدي من صار دريئة هائلة لإطلاق النار

لهذا وبالضبط انتصرت

ولفرط انتصاري

لا أزال تحت الاحتلال).

وأنا

لم أعد قادرا على الكتابة
أحتاج من يرد لي الحكاية
التعليقات
0 التعليقات
يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads