الرئيسية » » عن خيبة الخلف | وجهة نظر أحمد سالم

عن خيبة الخلف | وجهة نظر أحمد سالم

Written By هشام الصباحي on الجمعة، 15 مايو 2020 | مايو 15, 2020





عن خيبة الخلف  | وجهة نظر أحمد سالم



حين نحمل السلف مسئولية تاريخية عما يحدث الآن فإننا نحمل الأموات مسئولية الإخفاق الذى نعيش فيها نحن الأحياء كالأموات ..لأن السلف عاشوا حياتهم بمافيها 
بحلوها ومرها ..فكان لهم حضارة وتاريخ بمقاييس عصرهم ..أما نحن الآن نعيش بأجسادنا فى الحاضر ..وأروحنا تقطن فى ذلك الماضى ..قد نحمل ابن تيمية وغيره مسئولية الإرث التكفيرى ...ولكن المسئولية الكبيرة تقع على الخلف الذى استدعى ذلك التراث ليحكم الحاضر ويسير الواقع ..بالأمس كان هناك دول تحيى تراث ابن تيمية وتحقق وتنشره مجانا ...واليوم نفس الدول تتبرأ منه ..فالعيب ليس نتاجا لبعض من تراث ابن تيمية ...العيب فى الخلف المكسور المهزوم امام نفسه وأمام العالم ..إن عجز الخلف قد دعاهم إلى استدعاء التراث كل وفق ايدلوجيته ..فالعقلانى يستدعى المعتزلة ..والسلفى يستدعى ابن حنبل وابن تيمية ..والوسطى يستدعى الأشاعرة ..تماما مثلما يستدعى العلمانى كونت وفولتير ..فهو مثلهم ينتمى لتراث الغير ..تخفق السلطة الزمنية ..فتحمل التراث مسئولية الإخفاق ..وتخفق السلطة الروحية فتدعى انتمائها لإرث تاريخى وروحى ..ضاع الواقع ومشاكله ...وغاب العقل وحضوره ..لم يملك الخلف مسئوليتهم التاريخية إزاء حسم علاقتهم بماضيهم ..ولا مواجهة مشاكلهم المزمنة ..غاب الإنسان وحقوقه .. ونعيش فى كل الأحوال خارج الزمن والتاريخ ..فمنا من يلتفت إلى الماضى ليحركه مغيبا عقله ..ومن من ينسب نفسه لتاريخ الآخر معتقدا أنه جزء منه وهو لم يدفع الثمن الذى دفعه الآخر ليصل إلى ماهو فيه ...عجلة التاريخ تمر والخلف يعيشون على الهامش إما هامش الأموات وإما هامش الفاعلين فى الحاضر ..وفى كل الأحوال لأشأن للخلف ولاقيمة لهم سواء نسبوا أنفسهم لتاريخ ولى ولن يعود أو نسبوا أنفسهم لحاضر لم يصنعوه 
ولم يكونوا يوما فاعلين فيه ..لذا أصبحت حياة الخلف هى حياة الأموات فى صورة الأحياء ولا أكثر من ذلك ...من وحى ماتعلمته من حسن حنفى ..
التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads