الرئيسية » » الطفلة التي أشعلت الحرب | فاطمة شاوتي

الطفلة التي أشعلت الحرب | فاطمة شاوتي

Written By علي المضوني on السبت، 31 أغسطس 2019 | أغسطس 31, 2019


الطفلة التي أشعلت الحرب...

الخميس 22 / 08 / 2019

أتابع الشاشة بمرارة...
الأحداث تتكدس...
الرؤية تنقشع
دبابة تخترق عيني
ورصاص يمزق الشبكة
طفلة داخلي..
تحك عنقي وتكتب :
هنا الوطن ياماما يحترق...!
هنا اليمن... هنا عفرين...!

أبحث عن خرطوم ماء، لتبرد النار
في عروقي...
فهل أحتاج سبورة وطبشورة
كي أشرح...؟
القيامة داخلي...
وأشارت إلى صدري...
الأطفال ياماما...!
 في بلدي يركبون
طائرات ورقية وعود الريح...
ليروا الله...
يقذف النعيم والجحيم
ولايصيبني إلا هذا الحريق.. ؟!

أهذا نصيبي... ؟
والأطفال زينة الحياة الدنيا...؟
الله في السماء يرعى الملائكة...
أنعم وأكرم...!
وملائكة الأرض... ؟
في بلدي...
القناصة والخراطيش والميليشيات
ترعاهم...
وعلى سلم ريشتر...
حزام الجوع الناسف
يضبط ساعته على دقات بيغ بين
وعند الانفجار
نحظى برعاية الله...
ألا ينفض  عنا هذه الحرب... ؟
لأخضر
في قلب أمي أو على نعش أخي... ؟

من يطل من الشاشة ياماما...؟!
زجاجة حارقة خطفت بصري
 دبابة تجز الصورة...
سهم طائر فوقي...
مخطاف اقتلع عيني...
حرب عصابات داخلي...
أطفأت عيني والتلفاز...
 وأطفأت الحزن ..
ثم أطفأت كل القنوات من رأسي...
رأيت المدينة تحترق...
والدخان يتصاعد مني...
 نبهتني إلى السؤال...

تلك النار ...
كانت قلبي ياطفلتي...!
احترق فيه حبك وحبي
وذاك اللهيب...
كان الفرن...
 احترق فيه رغيف الوطن...!

عبرت الخط الأحمر...
عبرت الخط الأخضر...
الرماد فتتني
والتراب توسلني
جثث...
 تشم رائحة البلاد خارج البلاد...
صار الوطن حذاء
يركض ولايجري
التراب العالق في الحذاء
صار مأوى
الغرباء واللاجئين والشهداء...
قالت الطفلة ذلك :
ثم عادت إلى قلبي
فأحرقت ماتبقى مني ...

عود الريح : (حصان يصنعه الأطفال
                 من الخشب للعب)

فاطمة شاوتي / المغرب







التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads