ينبغي أن نفكك العقل الحداثي
..
الإقدام صفة إنسانية نبيلة
وهي الصفة التي صنعت الحضارة كلها
الإقدام هو الجرأة
وهو الخوف
والإقدام هو الذي يحول كل شيء بقدرة قادر إلى نقيضه .
.
البيت مكمن الحزن ، والعقل
البيت هو الداخل ، وهو التأمل العميق
وأنا جالس على الأريكة الطويلة
لكي أفكر ، وأعيد التفكير
وعندما يحترق مصباح الحجرة فجأة
أضطر للخروج فوراً ، لشراء مصباح جديد
وتحت الأفق : الصرخات المتتالية التي تشق سكون المدى
والصرخة دائماً هي أقرب أدوات الإنسان
الصرخة هي الديمومة ، وهي القابلة للحدوث
في أي مكان ، وأي زمان .
.
الكلمات عمياء
ولكن العين هي التي تملك القدرة على الالتقاط الذكي :
أسير في الشوارع المتتالية
الشوارع المتقاطعة ، تحت الشبابيك والباصات :
سيارات مركونة بجوار أبواب العمارات
وسيارات تعوي وسيارات تبدأ الحركة
وهكذا هي الحياة ،
خيوط الدم الساخن تجري في أجسامنا
وتحاصرنا الطبقية والتهميش الاجتماعي
وتمر سنوات ، ثم تمر عقود
دون أن نحقق شيئاً ، ودون أن نصل لشىء .
.
نعم الشارع : هو هو ، ووجوه الناس هي هي ، ولكن هناك روح مختلفة أحسها كلما خرجت إلى الطريق
الناس في الشوارع با لآلاف وبالملايين
والمجرات التي تتقاطع في الفضاء الخارجي بالآلاف وبالملايين
وأنا امتلأت بالرغبة في الإقدام ، وفي التحقق
ثم رجعت إلى البيت
والإنسان خائب بطبعه ، والخيبة تفنى الأعمار
رجعت إلى البيت
والرجوع مصيري دائماً
مصيرنا جمعاً .
.
