الحزينة
في الليلِ،
امرأةٌ حزينةٌ
تقبضُ على
هواءٍ مَجنُون،
وتنظرُ بِعَينَيْ العدم.
في الليلِ،
تستيقظُ عينا عشتارٍ،
ولا تستقرانِ
على شَجَنْ.
***
إنني أئنُّ،
أتهالك من الانخفاض
يا ألله،
أرجوكَ ارفعني
حتى حُدودِكَ السماوية،
ثم أنزلني إلى
أسفلٍ شاهقٍ،
كي أصطلي بالوجود.
الوجودُ الذي
يتسرَّبُ مني الآن،
الهواءُ السائلُ،
الماءُ المنسابُ كأفكاري،
الروحُ المتهالكة
من العطش،
كل هذا،
يَنِزُّ مِنْ ثُقبٍ
في صدري.
***
الحزينةُ أمُّ
الريحِ،
شهوةُ
المصبِّ،
خيالُ
الوحدةِ،
وساقيةُ
الغيابِ.
الحزينةُ
التفاتةُ القلبِ
المجدولِ
بالوراء،
ما قبل
الأنين،
وقبلَ
السقوطِ،
وقبلَ
الرماد.
الحزينةُ
لم تركض
لاجتيازِ
النهرِ،
نهرِ
الدماءِ المهدورة،
على شرفِ
المعنى المنقوص،
لأنَّ
بياضَ عينيها
تغشَّى
الأفق،
فلم تتبين
موطئَ شهقتها.
الحزينةُ
غادرت أيامي
ملآنةً
بالرحيل،
وعادتْ
لي،
ناقصةً
قَمرينِ،
وبعضَ
قصائد.
الحزينةُ
كانت
حديثاً
عابراً للمساء،
الحزينةُ
رحلت
معَ تلاشي الفجر،
وعادت
وهيَ
صبوةُ الليلِ،
اجتراحُ
التذكرِ،
عادت وهيَ
بدءُ الكلام.
***
كيفَ تكفي
الكلماتُ
للكتابةِ،
عَجباً،
أليسَ
ثمةَ شئٌ
تعجزُ عنه
اللغةُ؟