الرئيسية » , , , , , , » ثماني نصائح من كتّاب فازوا بجائزة نوبل | ترجمة: أسماء المطيري

ثماني نصائح من كتّاب فازوا بجائزة نوبل | ترجمة: أسماء المطيري

Written By Gpp on الأربعاء، 14 فبراير 2018 | فبراير 14, 2018

ثماني نصائح من كتّاب فازوا بجائزة نوبل

ترجمة: أسماء المطيري

في وسعنا القول بأن نصائح الكتابة التي يجود بها الكتّاب الفائزون بجائزة نوبل للآداب، مثل الروائية توني موريسون وغابرييل غارسيا ماركيز، غالبا ما تكون قيّمة. إليكم هذه النصائح الثمينة لكتابة جيدة من ثمانية من هؤلاء الكتّاب المعروفين:
1-لا تكتبوا باللغة الميتة

نالت الروائية الأمريكية-الأفريقية توني موريسون جائزة نوبل في عام 1993، وفي كلمتها التي ألقتها حينها، قارنت الكاتبة بين اللغة الميتة التي تعيق العقل، وتعطل الإدراك وتكبت القدرات البشرية، واللغة التي تُستغل بوعي وعناية. وتضم هذه اللغة الميتة وفقا لما قالته توني، اللغة العنصرية وتلك المنطوية على تحيز جنسي، وأضافت بأنها: “لغات متحكمة لا يمكن أن تسمح باكتشاف المعارف الجديدة، أو تشجع على تبادل الأفكار مع الآخرين” .
وجاءت كلمات توني الأخيرة في الخطاب ذاته مبينة للطريقة التي يمكن لنا فيها أن نتجنب الكتابة باللغة الميتة، حيث قالت:
لا يمكن للغة أن تعبر عن الحياة بشكل تام ونهائي، ونحن لا ننتظر منها أن تقوم بهذا. لا يمكن للغة أن تقبض على كل طرف من أطراف العبودية في العالم على سبيل المثال، أو الإبادات الجماعية أو الحروب. ولا ينبغي لها أن تتوق للكبر الذي قد تمنحه إياها قدرتها على فعل هذا. بل تكمن قوتها ونجاحها في دنوها مما هو فوق الوصف .
ما تنصح به توني هنا هو التعبير عن المواضيع المهمة دون كتابة جمل حاسمة، دون محاولة قول كل شيء. يجب علينا ككتاب أن نحكي القصة التي تعنينا. نحكي القصة التي ستطرق أبواب كل المواضيع والأفكار التي تهمنا.
كلماتها هذه تقودنا إلى نصيحة ممتازة للكتّاب قدمتها كاتبة آخرى حازت على جائزة نوبل للآداب، وهي الشاعرة البولندية  فيسوافا شيمبورسكا:
2- استخدموا صورا ملموسة عند الكتابة عن مواضيع مجردة وعميقة
كتبت الشاعرة فيسوافا شيمبورسكا الفائزة بجائزة نوبل للآداب عام 1996، مقالا في الصحيفة البولندية ليتراري لايف (Literary Life) مقدمة فيه نصيحة لكل الكتاب. ذكرت الكاتبة أنها تحدثت مع أحد الشعراء الطموحين قائلة (الكلام هنا لا يخص الشعراء فحسب، بل الكتاب الروائيين أيضا):
لقد تمكنتَ في ثلاث قصائد قصيرة، من حشد العديد من الكلمات الرفيعة التي لم يكن في وسع شعراء آخرين غيرك حشدها في جميع قصائدهم. كلمات مثل الوطن والحقيقة والحرية والعدالة، لا يمكن أن تقال بسهولة. يجري دم حقيقي فيها؛ لا يمكن تزييفها بالحبر .
نصيحة الشاعرة ترتبط بنصيحة توني موريسون. وعندما تتقاطع نصائح الكتابة من كتاب معروفين فإنها لا شك تستحق أن تؤخذ بعين الاعتبار. إن أفضل طريقة للتعبير عن المواضيع التاريخية والمهمة واستخدامها في القصص هو استغلال ما هو ملموس ومحدد. فعوضًا عن وصف شخصية ما في القصة بالقول إنها تعشق الحرية، يمكن للكاتب أن يصف أفعالها وتجاربها التي تعبر عن هذا الحب. إن القيام بهذا يمنح القراء تجربة قرائية تثير لديهم الصورة الذهنية والتعاطف.
3-قلبوا القصص في عقولكم إن لم يكن في وسعكم الكتابة
كرست الكاتبة الكندية أليس مونرو التي منحت جائزة نوبل للآداب عام 2013، معظم حياتها الأدبية لكتابة القصة القصيرة فقط. وعندما سألت عن ما إذا كانت ترسم حبكة القصة قبل كتابتها، أجابت قائلة:
عادة ما أكون قد تعرفت على القصة جيدا قبل أن أشرع في كاتبتها. عندما لم يكن لدي وقت ثابت للكتابة، فإنني كنت أقلب القصص في عقلي لوقت طويل، حتى إذا ما حان الوقت لكتابتها أجد نفسي قد ارتبطت بها ارتباطا عميقا .
يمكن لكم بالإضافة إلى تقليب القصص في عقولكم، أن تستخدموا مسجلا أو تطبيق التسجيل على هواتفكم الذكية لكي تسجلوا الأفكار الخاصة بالرواية أو جملا كاملة عندما تخطر في بالكم. من شأن هذا أن يساعدكم على الاستمرار في خلق القصص والشخصيات حين يكون الوقت الذي تملكونه للجلوس والكتابة محدودًا جدًا.
4- اقرؤوا واستعينوا بالكتابات المؤثرة ولكن احذروا من ملء أعمالكم بأفكار الآخرين
وصف الكاتب المسرحي والشاعر النيجيري وولي سوينكا الذي حاز على جائزة نوبل للآداب عام 1986، عاداته القرائية وتأثيرها على كتاباته في إحدى المقابلات قائلا:
لقد قرأت أعمال الكثير من الكتاب حول العالم، قرأت الأدب الأوروبي والأسيوي والأمريكي وغيرها. ولا يمكن لي ككاتب أن أتجرد من تجربتي، ولن أحاول التجرد أبدا، فهي في النهاية تجربة العالم. هناك تواصل تبادلي واسع المدى بيننا، والكثير من الناس ينسون هذا الأمر. المهم أن أجد طريقة التعبير. أن أجد طريقة تواصل تجعل قرائي يرتبطون بالنص لا ينفصلون عنه، ولا أن أملأه بإشارات أجنبية حتى يكاد يعجز القراء عن استساغته. هذه هي الأخطاء التي ينبغي لكل كاتب جاد أن يتجنبها.
لا شك في أن القراءة و الاطلاع الواسع هو طريقنا للكتابة الجيدة. فقراءة كتب متنوعة سوف يغذي كتابتنا، ولكن يجب أن نكون انتقائيين حين يتعلق الأمر بما نضمنه كتبنا، ذلك أن روايتنا يجب أن تعبر بشكل أو بآخر عن قصصنا الخاصة بنا، لا خليطا من أفكار الآخرين الواضحة.
5-اجعلوا الناس يصدقون قصصكم قبل أي شيء.
منح الكاتب الكولومبي غابرييل غارسيا ماركيز جائزة نوبل للآداب في عام 1982. كان هذا الكاتب المشهور بروايته مئة عام من العزلة صحفيا أيضا. وعندما سأل عن الفرق بين الكتابة الروائية والصحفية، أجاب ماركيز قائلا:
في الصحافة، حقيقة واحدة مزيفة كفيلة بأن تهدم العمل كاملا. وفي المقابل، فإن حقيقة واحدة صحيحة في العمل الروائي تمنحه القبول. وهذا هو الفرق الوحيد بينهما، وكله يقع على عاتق الكاتب والتزامه. يمكن للروائي أن يقوم بأي أمر يحلو له طالما صدقه القراء.
إن جملته الأخيرة مهمة للغاية: لا فرق بين كتابتنا قصة واقعية في لندن العصر الحديث، أو قصة خيال علمي تجري أحداثها في مستعمرة على المريخ. كل ما يهم هو أن نخلق ما يمكن للقراء تصديقه، مثل شخصيات ذات دوافع وعيوب منطقية، ومحيط ينخرط فيه القارئ كليا، وصراعات وتوترات واقعية. كل هذا كفيل بجعل القراء يصدقون عملك.
6-لا تضعوا الهدف النهائي نصب أعينكم وأنتم تكتبون.
من بين كل النصائح التي قدمها هؤلاء الكتّاب، تعد النصيحة التي قدمها جون شتاينبيك من ضمن الأفضل. كتب جون في عدد خريف عام 1975 من مجلة ذا باريس ريفيو:
تخلوا عن فكرة الانتهاء من العمل الذي بين أيديكم. دعوا عنكم خط النهاية وكم الصفحات التي عليكم كتابتها، واكتبوا صفحة واحدة كل يوم. سيساعدكم هذا كثيرا. ستشعرون بالمفاجأة حين تجدون أنفسكم قد انتهيتم.
من السهل أن نشعر بنفاد الصبر أو القلق عندما نفكر في اليوم الذي سننهي فيه كتابة الرواية. ولكن علينا أن نركز على فعل الكتابة نفسها عوضا عن ذلك. اكتبوا صفحة واحدة كل يوم: نكون بذلك قد تقدمتم صفحة عن الأمس. واكتبوا صفحة جديدة في الغد. استمروا في القيام بذلك وسيزداد عدد الصفحات التي تكتبونها كل يوم، بالقوة التي ستكتسبونها.
7-احرصوا على الكتابة باستمرار، وسيزوركم الإلهام
فاز الكاتب البيروفي ماريو فارغاس يوسا الذي نشر أكثر من ثلاثين رواية ومسرحية ومقالة بجائزة نوبل للآداب عام 2010. وقدم يوسا في مقابلة له مع مجلة ذا باريس ريفيو نصيحة تساعد الكتّاب على إيجاد أفكار للكتابة. قال فيها:
لو بدأت أنتظر لحظات الإلهام، لما كان في وسعي إنهاء أي كتاب. يزورني الإلهام لجهدي المتواصل في الكتابة .
احرصوا على وضع خطة للكتابة والتزموا بها قدر استطاعتكم. سيساعد هذا في تدفق أفكار للقصص لديكم.
8-اكتبوا لتتصلوا
كتب الأديب الكندي-الأمريكي العظيم سول بيلو، والذي نشرت له 12 رواية ورواية قصيرة، وفاز بجائزة نوبل للكتابة في عام 1976 وصفا بجمال الحميمية التي بين الكاتب وقارئه:
بمجرد أن تفتح الرواية، تتكون حالة من الحميمية مع كاتبها. ستسمع صوتا، أو بمعنى أدق نبرة شخص خلف الكلمات. إنها نبرة موسيقية أكثر منها كلامية. إنها التوقيع المميز لشخص ما، لروح ما. تكون لمثل هذا الكاتب سلطة على السهو والتشتت، ومن القلق والاضطراب، بل والفوضى، يمكن له أن يحقق التماسك ويدخلنا إلى حالة من الانتباه غير المنقطع. يتوق الناس عادة لمثل هؤلاء الكتّاب.
تحدثت المدونة الرائعة ماريا بوبوفا عن نصيحة بيلو وكيف أنها مهمة لكتاب اليوم قائلة:
كم هو مؤثر التفكر في كلمات بيلو هذه. في عهدٍ نرى الناس فيه يتوقون إلى مقاطع القطط. في عهد تكتم أصوات الكتاب يوما بعد آخر بأجندة المنتج. ورغم هذا.. رغم كل هذا، عندما يحدث ونجد الجوهر النادر هذه الأيام، نجد واحات الحميمية المطلقة مع عقل آخر، كم يصبح كمالنا العاطفي فوق الوصف.


كما اقترح بيلو وبابوفا، اكتبوا لترتبطوا بقرائكم. أظهروا لهم ما تفكرون به أنتم وشخصياتكم، وما تحسون به وتعيشونه. إن الروايات الرائجة تحتاج إلى شد وتشويق إضافة إلى كل المكونات الآخرى لقصة جيدة. رغم هذا، عندما تكتبون من أجل قرائكم، وتكون أعمالكم مستقاة من منظوركم الخاص وامتداد لطبيعتكم، فإنه يمكن لكم أن تتصلوا بهم حتى لو لم تكن هناك حبكة مدروسة أو أسلوب كتابي لا مثيل له.

التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads