الرئيسية » , , » إدواردو غاليانو: لماذا أكتب؟ (2) | ترجمة: صالح علماني

إدواردو غاليانو: لماذا أكتب؟ (2) | ترجمة: صالح علماني

Written By Gpp on الخميس، 1 فبراير 2018 | فبراير 01, 2018



إدواردو غاليانو: لماذا أكتب؟ (2)
ترجمة: صالح علماني

إذا لم تخنّي الذاكرة، أظن أن جان بول سارتر هو من قال:

“الكتابة شغفٌ غير مجدٍ”.

أحدنا يكتب دون أن يدري جيدًا لماذا يفعل، ولأي هدف، ولكن يفترض أن للأمر علاقة بالقضايا التي يؤمن بها المرء أكثر من سواها.. بالشؤون التي تؤرقه.

نكتب استنادًا إلى بعض الأمور المؤكدة، وهي ليست مؤكدة بدوامٍ كامل أيضًا. فأنا على سبيل المثال، متفائل حسب ساعات اليوم.

فحتى انتصاف النهار، أكون متفائلا بصورة كافية. بعد ذلك، منذ الساعة الثانية عشرة حتى الرابعة، تصل روحي إلى القدمين. فأعيد وضعها في مكانها من جديد عند الغروب. وفي الليل تسقط وتنهض عدة مرات، حتى صباح اليوم التالي، وهكذا..

لدي انعدام ثقة كبير بالمتفائلين بدوام كامل. أي full-time.

إنهم يبدون لي حصيلة خطأ من أخطاء الآلهة.

حسب آلهة المايا، جميعنا صُنعنا من ذُرة، لهذا لنا ألوان متعددة مثلما هي الذرة. ولكن كانت هناك قبل ذلك محاولات خرقاء لصنع البشر، وقد خرجت سيئة جدًا، إحداها أعطت، في المحصلة، رجلا وامرأة من خشب.

الآلهة كانوا ضجرين وليس لديهم من يتبادلون الحديث معه. لأن أولئك البشر كانوا مثلنا، ولكن لم يكن لديهم ما يقولونه ولا كيف يقولونه، لأنهم بلا همة. وقد فكّرت على الدوام في أنهم ما داموا بلا همّة فإنهم بلا خمود همّة. لأن خمود الهمة هو الدليل على امتلاك الهمة. وهكذا  لن يكون سيئًا جدًا أن تسقط روح أحدنا على الأرض، لأن في ذلك دليلًا آخر على أننا بشر، بشر وحسب.

وكبشري صغير أتجرجر بالهمة أو خمود الهمة، حسب ساعات اليوم، أواصل الكتابة، ممارسًا هذا الشغف غير المجدي. 

المصدر: إدواردو غاليانو، صيّاد القصص، دار ورق، ترجمة صالح علماني. 


المصدر موقع تكوين
التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads