الرئيسية » » لا وقت لتجربة التفاحة | رضا أحمد

لا وقت لتجربة التفاحة | رضا أحمد

Written By هشام الصباحي on الأربعاء، 24 مايو 2017 | مايو 24, 2017

لا وقت لتجربة التفاحة
عندما يتعلق الأمر بالحب لن تعرف ما الذي يستطيع أن يقدمه رجل لامرأة، كيف يغادر دون أن يجعلها مقعدا دافئا في انتظاره أو شارة لامعة على كتفيه تفيد أنه أتم مهمة ثقيلة؛ أزاح عن شرفتها ندف الظلام ساعد نجمات طالعها على الرؤية الليلية، طرد الوقت من جسدها الذي يشحب كلما اغتسلت، أجهز على مخاوفها التي تتقافز حوله، ضمها دون أن يبرد حساؤه، ونظر ممتنا إلى قلبها وهو يتدفق داخله حين بادلها يقينه واسمه الحقيقي في الفراش. هي لا تبحث عن الرجل المناسب بقدر ما تريد قرطا فضيا يجعلها تبدو جميلة وهي تسكب شعرها في قوارير صغيرة تلقيها في البئر ليعود أليفا يتحسس وجهها ويغمرها بالأساطير مجددا، أحمر شفاه يصقل كلماتها بلكنة جادة لا تنزوي عن الضوء وأغنية تستحيل وردة حين تسحب ذراعيها وتحتضن شجرة صلعاء. تحاول أن تجعله يغار رجولته مهددة حين تتلفت، تجفف قلبه في شمس هادئة، تطحنه وتنثره فوق مظلتها، تسير أمامه بجعة وردية تتطلع إلى ساعته عندما تسلب منه قبلة سريعة حين وداع. تأخذه ليرى الديكة تصيح في وجه الفجر بإصرار وسذاجة وكل دجاجة تغزل من التقويم فراء، مخالب وليل طويل معجون بالحيل والفخاخ. لن يعرف من أين أتى الحب كيف تذوقه يوما ووجده طيبا حارا لاذعا ينقصه بعض الملح والسكر، لن يتذكر أنه قدم له على طبق قفز فيه ووجد امرأة تصنع من عظامه سلالا، طاولات، أسرة وحساءها الأبدي دون أن تنتبه أن الشمس تزعج عينيه، وحيدا خائفا بحواس حادة يتلحف كل خيط بهار تركته خلفها في الليالي الباردة.
التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads