الرئيسية » , , » شخبطة أرسلتها على الواتس آب | أمجد ريان

شخبطة أرسلتها على الواتس آب | أمجد ريان

Written By هشام الصباحي on الأحد، 14 مايو 2017 | مايو 14, 2017

شخبطة أرسلتها على الواتس آب


الظلام زمان ومكان 
ونحن نبحث عن البقعة المضيئة 
نظل طوال اليوم نبحث عن النقطة المضيئة 
والحياة تهرب منا ، فنظل ننظر لليمين ولليسار 
ولانرى سوى اليفط القديمة فوق الدكاكين
كانت "دكانة" عم شعبان 
تفوح منه رائحة الجبن القديم ، والعسل الأسود 
وكنت أنا أقف قابضاً بكفي على الفلوس الفكة 
كانت الدكانة الصغيرة مظلمة 
ولكنني أحياناً كنت أشاهد السطوع كله 
بين أصابع الفقراء التي تمتد فوق البنك 
وغالبيتكم الآن ، لن يعرفوا كلمة البنك 
وأضيف إلى معارفكم أن كلمة البنك 
هي المسطح الذي يفصل بين البائع والمشترين ،
وكنت أسمع صوت السيارات التي تعوي 
فأظل غارقا بين تجاعيد الحياة . 
.
كان البغل قادراً على جر عربة الكيروسين الضخمة 
فيدوي التصفيق الحاد 
المرأة تضرب سجادتها في الشرفة 
ممسكة بالمنفضة بذراع بيضاء بضة 
فيدوي التصفيق الحاد 
تضع المرأة المساحيق الزاعقة ، وتمر أمامنا مغرورة 
فنسمع صوت التصفيق الحاد ،
الكذب من حولنا : في الملابس أو في الهياكل والشفاة 
فتدور الحياة مثل فيلم كرتون :
وانا كما أنا ، أمشي حزيناً بين اللوحات المعدنية للسيارات 
والأطفال يخرجون من باب مدرسة النقراشي الابتدائية :
يبتسمون للحياة ، وفي آخر الشارع يسقطون 
وقد نبتت لهم لحى، وشاب شعرهم 
ورأيت زميلتي رشدان تسقط 
بعد أن هاجمها الشيب ، وانحنى ظهرها قليلاً ،
وأنا أصل إلى صالة البيت 
فأفتح الشاشة على الأسرى المناضلين بالأمعاء الخاوية 
واللقطة التالية : دجاجة تعزف على البيانو 
والمذيعة تقسم أنه ليس خداع الفوتوشوب ،
فأتحرك نحو النافذة 
لأراقب المسقط الأفقي من النافذة ، 
 والمشهد يمتد إلى مالانهاية 
والأخطبوط الناعم يتلوى في الظلام ثم ينحني للموت 
وحين أتحمس للمعنى ، أبحث عن الشاعرتين المفترستين :
شهدان الغرباوي ، ورضا أحمد 
تريدان افتراس الوجود بكل معطياته ،
الشاعرتين المتحمستين للأشياء غير الظاهرة 
تقفان خلف الشبابيك الشاحبة 
لتسجيل هذه الصرخة الخافتة التي لاتنتهي 
الصرخة الآتية من ناحية أسطح البيوت البعيدة 
البيوت التي ستظل تطرح الظلام  ، في كل حين .

التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads