شخبطة أرسلتها على الواتس آب
الظلام زمان ومكان
ونحن نبحث عن البقعة المضيئة
نظل طوال اليوم نبحث عن النقطة المضيئة
والحياة تهرب منا ، فنظل ننظر لليمين ولليسار
ولانرى سوى اليفط القديمة فوق الدكاكين
كانت "دكانة" عم شعبان
تفوح منه رائحة الجبن القديم ، والعسل الأسود
وكنت أنا أقف قابضاً بكفي على الفلوس الفكة
كانت الدكانة الصغيرة مظلمة
ولكنني أحياناً كنت أشاهد السطوع كله
بين أصابع الفقراء التي تمتد فوق البنك
وغالبيتكم الآن ، لن يعرفوا كلمة البنك
وأضيف إلى معارفكم أن كلمة البنك
هي المسطح الذي يفصل بين البائع والمشترين ،
وكنت أسمع صوت السيارات التي تعوي
فأظل غارقا بين تجاعيد الحياة .
.
كان البغل قادراً على جر عربة الكيروسين الضخمة
فيدوي التصفيق الحاد
المرأة تضرب سجادتها في الشرفة
ممسكة بالمنفضة بذراع بيضاء بضة
فيدوي التصفيق الحاد
تضع المرأة المساحيق الزاعقة ، وتمر أمامنا مغرورة
فنسمع صوت التصفيق الحاد ،
الكذب من حولنا : في الملابس أو في الهياكل والشفاة
فتدور الحياة مثل فيلم كرتون :
وانا كما أنا ، أمشي حزيناً بين اللوحات المعدنية للسيارات
والأطفال يخرجون من باب مدرسة النقراشي الابتدائية :
يبتسمون للحياة ، وفي آخر الشارع يسقطون
وقد نبتت لهم لحى، وشاب شعرهم
ورأيت زميلتي رشدان تسقط
بعد أن هاجمها الشيب ، وانحنى ظهرها قليلاً ،
وأنا أصل إلى صالة البيت
فأفتح الشاشة على الأسرى المناضلين بالأمعاء الخاوية
واللقطة التالية : دجاجة تعزف على البيانو
والمذيعة تقسم أنه ليس خداع الفوتوشوب ،
فأتحرك نحو النافذة
لأراقب المسقط الأفقي من النافذة ،
والمشهد يمتد إلى مالانهاية
والأخطبوط الناعم يتلوى في الظلام ثم ينحني للموت
وحين أتحمس للمعنى ، أبحث عن الشاعرتين المفترستين :
شهدان الغرباوي ، ورضا أحمد
تريدان افتراس الوجود بكل معطياته ،
الشاعرتين المتحمستين للأشياء غير الظاهرة
تقفان خلف الشبابيك الشاحبة
لتسجيل هذه الصرخة الخافتة التي لاتنتهي
الصرخة الآتية من ناحية أسطح البيوت البعيدة
البيوت التي ستظل تطرح الظلام ، في كل حين .