الرئيسية » » يكدّسُ الأيامَ في علبِ الأطفال | كامل فرحان صالح

يكدّسُ الأيامَ في علبِ الأطفال | كامل فرحان صالح

Written By هشام الصباحي on الخميس، 30 مارس 2017 | مارس 30, 2017

يكدّسُ الأيامَ في علبِ الأطفال
(نصوص)
كامل فرحان صالح
شاعر من لبنان
·      الحالمون
الحالمون ماءُ النوافذ
رشّةُ حبقٍ في حقولِ المدن
يصغرون فجأةً
يصغرون كغيمةٍ عالقةٍ في طرفِ السماء
الحالمون سريرُ الليل ووسائدُ النهار
يلعبون في الغياب
في الأيام المقبلة
يلعبون في ضحكات النجوم
الحالمون صلاةُ النورِ بعد نفقٍ طويل
يبكون ويضحكون
كمجنونِ جبالِ القرى.

·      أرى حزنَكِ
أرى حزنَكِ ينمو في القرى
يلعبُ مع الأطفال
يقودُ البراري إلى العصافير
وعندما يتعب
ينام كحطّابٍ لم يجد شجرة
أرى حزنَك خبزًا للنّاس
ماءً مقدسةً في تنهيدةِ الخلاص
قوسَ قزحٍ يبحثُ عن سلّمٍ بين الأرض والسماء
أرى حزنَكِ
حزني
وفي العينِ تجفُّ الأنهار.

·      الخيبات
الخيبات
جبلٌ عالٍ من الحسرات
مساءاتٌ من حزنِ الحدائق
بيوتٌ معلقةٌ على دمعِ النوافذ
الخيبات
صبرٌ من حنينٍ عتيق
يلفُّ الأرضَ كمجنونِ القرى
وفي الليل يكدّسُ الأيامَ في علبِ الأطفال
الخيبات
بلادٌ تتّسعُ في النسيان
عشّاقٌ يهرمون
ويهرمون بخيبةٍ مبللةٍ بالانتظار.

·      تمر
يسرقون التمرَ من جسدِ الزمان
يتركونه يشيخ على مهل
في زوايا المساءات
تنضجُ الهواجسُ
تعلو
وتعلو كنخلة
هناك ترمقُ العالي بتجاعيد الخوف
هناك يهرُّ كلّ شيء
ويبقى التمر في الأكياس.

·      أن نبكي
أن نبكي كحكماء
تخرجُ روحٌ من ماء
تصيرُ حقلاً من ملائكة
تصيرُ لغةً من دون حروف
أن نبكي برأسٍ مُنحن
كأننا نصلّي كأطفال
كأننا خريفٌ في فراشة
كأننا الغياب
أن نبكي كإنسانٍ على إنسان
تصيرُ الرائحةُ كلّ الحضور
كلّ المكان
ويصيرُ النسيانُ بابًا للحياة.

·      غريب
غريبٌ كغيمةٍ تعبرُ ماءَك
غريبٌ كجدّي امرئ القيس
أبحثُ عن موتٍ أو بكاء
غريبٌ كسماءٍ سابعة فوقها ملاكان وسؤال
غريبٌ كجوابٍ أمام اشارةٍ ضوئية
غريبٌ كغريبٍ وقفَ أمام بهائك
تلعثمَ بتفاحةِ آدم
نسي أيّ الحروف تأتي أولاً: الألف أو الحاء أو الباء
أو كيف يعلّقُ الكافَ على خيطِ الروح
غريبٌ وأحبّك كبيتٍ
نافذته على البحر
وشرفته على الجبال.


التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads