الرئيسية » , , , » #إبراهيم_عيسى يكتب: النظام يكرر كل ما حدث قبل 25 يناير وهو يظن كما ظن مَن كان مكانه فى 25 يناير أنه لا يمكن أن تحدث 255 يناير!

#إبراهيم_عيسى يكتب: النظام يكرر كل ما حدث قبل 25 يناير وهو يظن كما ظن مَن كان مكانه فى 25 يناير أنه لا يمكن أن تحدث 255 يناير!

Written By هشام الصباحي on الأحد، 5 مارس 2017 | مارس 05, 2017


 يكتب: النظام يكرر كل ما حدث قبل 25 يناير وهو يظن كما ظن مَن كان مكانه فى 25 يناير أنه لا يمكن أن تحدث 255 يناير!

تعتز السلطة فى #مصر جدًّا بنفسها وتعتقد كاليقين أنها تملك الحق المطلق والصواب الإلهى.
ليست هذه مشكلة سلطة وأجهزة وحكم الرئيس السيسى فقط بل سلطة وأجهزة وحكم كل من مبارك والسادات وعبد الناصر، كلهم يجلسون على مقاعدهم يصدقون أنفسهم الأمَّارة بالتصديق وأجهزتهم الأمنية فقط.
مصر محكومة منذ يوليو 52 بالأجهزة الأمنية، هذه هى الحقيقة المؤلمة المؤسفة البائسة المفجعة، فإذا أضفت إليها أن جمال عبد الناصر عمل لفترة وزيرًا للداخلية فى بدايات ثورة يوليو ولو أكملتها بأن عبد الفتاح السيسى هو أول رئيس مخابرات يصبح رئيسًا للجمهورية فسوف نكتشف أن دائرة البوليس السياسى قد أحكمت قبضتها على عنق المصريين!
 كل (أقول كل) تصريحات وتصرفات وخطب وحوارات ومؤتمرات وكلمات الرئيس السيسى تعبيرٌ عن عقلية أمنية وليست عقلية سياسية، العقل الأمنى يرى المخاوف والتحذيرات ويرى الحل الأمنى لأية مشكلة بل لا يرى أية مشكلة إلا من جانبها الأمنى، وفضلًا عن أن هناك جرحًا أمنيًّا ولا شك لدى الرئيس السيسى منذ اختراق الإخوان وحماس لسيناء وحدودها ليلة جمعة الغضب 28 يناير 2011، وكان وقتها رئيسًا لجهاز المخابرات الحربية، كما أن هذا الجرح غائرٌ لدى الأجهزة الأمنية الأخرى كذلك، فالرئيس يتصرف طول الوقت كرجل أمنى يحاول أن يثبت نجاح خطته!

كنا نتصور أن الرئيس السيسى بما امتلك من شعبية حين وصل للحكم سوف يتمكن من الانتقال (الصعب لكن الممكن) من بذلة الأمنى العسكرى إلى المدنى السياسى، خصوصًا وقد رأى ماذا فعل التفكير الأمنى بمصر.
المفارقة أن العكس هو ما حدث فقد أفسح للأجهزة الأمنية مساحة حركة وسيطرة لم تشهدها حتى فى عصر مبارك والتى أوصلت الناس إلى غضب محموم فى خمسة وعشرين يناير، أو بهشاشتها المذهلة التى دفعتها للسقوط المريع أمام حركة جماهير من صلاة الجمعة حتى أذان المغرب فى 28 يناير 2011!
الأمن شىء ضرورى حتمًا فى حياة الناس، والمؤسسات الأمنية هى العمود الفقرى لأمان أى بلد وأى مجتمع، لكن أن تتحول هذه الأجهزة من دور الأمن إلى إدارة البلد فهذه الطامة الكبرى التى نعيشها الآن، فهذه الأجهزة نفسها التى باتت تدير مؤسسات الحكم والدولة تعيد مشهد عام ما قبل خمسة وعشرين يناير (إغلاق صحف وتغيير قسرى لإدارات تحريرها أو ملكيتها، وإغلاق برامج تليفزيونية وحملات تشويه وتشهير وتهديد وترويع للمختلفين والمعارضين، فضلًا عن اختراق أحزاب سياسية وتفتيتها وتفجيرها من الداخل، وملاحقة ومطاردة النشطاء والحقوقيين، وضرب ومنع الجمعيات الأهلية، ورمى اتهامات العمالة والخيانة فى وجوه الجميع، وغير ذلك مما نراه ونعيشه!).
الغريب إذن أن النظام يكرر كل ما حدث قبل 25 يناير وهو يظن كما ظن مَن كان مكانه فى 25 يناير أنه لا يمكن أن تحدث #25_يناير!
هل تسمى هذا غرورًا أو انفصالًا عن الواقع؟
ليس مهمًّا ماذا تسميه فالأسماء التى تنطبق عليه كثيرة، لكن صحيح أنه من غير المرجح أن تشهد مصر (كما كتبت وأكدت أكثر من مرة) مظاهرات جوع، وحتى مظاهرات يناير 1977 والتى أطلقوا عليها انتفاضة الخبز لم تكن من وجهة نظرى من أجل الخبز بل من أجل الخداع، بمعنى أدق ردًّا على الخداع الذى عانى منه المصريون بين وعود الرخاء التى حملها لهم الرئيس السادات بعد الانفتاح الاقتصادى وبين العيشة الصعبة التى عانوا منها فعلًا، كما أن مظاهرات يناير 2011 لم تكن من أجل العيش بمعنى الخبز بل كانت من أجل العيش بمعنى الحياة بكرامة فى مواجهة توريث محتمل واستبداد مهين وحقوق إنسان منتهكة وكرامة مهدرة.
طريقة التعبير عن الغضب ترتدى ملابسها المناسبة لكل فترة، وليس بالضرورة أن تأتى أى خمسة وعشرين يناير وهى تلبس اليونيفورم بتاعها!

التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads