دائماً .. انطباعاتي غير صائبة
..
:سأدخل في الموضوع مباشرة
يؤلمني التذكر وأحس أن كل ما ضاع ضاع هكذا مجاناً
،تذكرت الآن بائع الزبادي يمر في كل مغربية بـ"سلاطينه" الفخارية
وأنا أجري وأقول له : "بابا" يسلم عليك ، ويقول لك نريد خمسة "سلاطين" زبادي
كل ما كان .. ضاع ، وابتلعه الماضي ، والزمن "يشفط" كل شىء
أنا جالس على الكرسي الآن ويداى مشبوكتان فوق بطنى
والذكريات تترى في دماغي
ذكريات لمبات النيون الضعيفة التي كانت "تزن"
ذكرياتـ بيوت كالحة آيلة للسقوط
وأنا أمشي بطيئاً أمام محل الحاج يوسف العطار
يعرفني الحزن ، وأعرفه "عزّ" المعرفة
طوال اليوم يجتاحني الحزن
حتى وأنا أجمع الأكواب المحتاجة للغسيل
يجتاحني الحزن وأنا أسال : "هناكل إيه النهارده ؟"
:أتابع الارتفاع الجنوني للأسعار
والكوفية ملقاة على "الكنبة"
أنا الهشُّ دائماً
تعذبني نوستالجيا الجدران القديمة
فأمشي في الشارع الذي يتقاطع مع شارع المحطة
وأرى النساء مزدحمات حول العربة الكبيرة التي توزغ أكياس الدواجن ، يصرخن ويمددن الأذرع عالياً عالياً
،وعندما أصل لشارع المحطة ، أرى العمارات الكبيرة
وأتأمل كيف أنها مغطاة بلافتات مزدحمة لعيادات أطباء مشهورين ، ومكاتب محامين
أحدث نفسي : أنا أشعر بالفقدان
لدرجة أنني يمكنني أن أفعل أي شىء ، أو لا أفعله سيان
:كل ما أطلبه
أن تبتعد عني الفتيات ذوات العيون المسحوبة قليلاً
العيون العسلية المليئة بالمرح ، واللمعة المفاجئة
أرجو أن تبتعد عني الفتيات جميعاً
. حتى لايقلبن علىّ المواجع
