تفاصيل
إمرأة تشبه الفوضى
السماء كانت
تتدلى مثل رموش زرقاء فوق عينيها ،
حين تخرج فى منتصف المدينة
تلتف الشوارع حول ربلتىْ ساقيها البيضاوين
تصنع العمارات هندسة مغايرة للحب
يصير الوقت حميميا، ونحن نبحث فى قيظ الظهيرة عن سبب للحياة، بعيدا عن هوسنا اليومى بالبكاء
والنظر بأعين عمياء إلى ذيل طويل للطرق
التى تؤدى جميعها إلى المنفى..
صدرها الذى يحمل غارا من الملائكة
وسربيْن من حمام
يطيران على أطراف الأصابع لنلمس فحيح الرغبة
الرغبة لاعتصار جسد امرأة من الملح والخبز،
الرغبة العتيقة للتحدث إلى الله
الذى يختفى بين سراديب العظام.
هكذا يبدو كل شئ خارجا من رحم جديد
وهى تسرح شعرها فى مرايا المحلات
يصبح وجود إمرأة حقيقية بكل جمالها المفرط فى وسط الخراب ،سببا إضافيا للحرب
التى تشتعل على حوافنا المتآكلة
فيما نترك كل شظايا البيوت ..الأعمار المكسورة ..جثث الحيوانات ..ملابسنا التى خلعناها ونحن نمهد أنفسنا للدخول
عرايا
فى لحم الأسرة
نترك كل عرقنا البارد
فوط الأخطاء
أحذية التيه
الإستعداد لشتاء قادم
محاورة ذئاب العزلة
تنميط الجنون ، حفلات الندم الجماعى ..أرستقراطية التاريخ ..سكاكين المطبخ المغمورة بالدم الأخوى ..شياطين
النوافذ ..أشجار العتمة
..
نترك كل شهوتنا الزائفة للجنة
نترك حك الأظافر فى لحم الروح..
نشتهى امرأة جميلة تعبر الشارع
وتشترى خبزا طازجا
ولا تجر وراءها شيئا
سوى قلوبنا المهشمة.
