الرئيسية » » مفتش الآثار | محمود خير الله

مفتش الآثار | محمود خير الله

Written By هشام الصباحي on الأحد، 15 يناير 2017 | يناير 15, 2017

"مفتش الآثار"
محمود خيرالله
                                             شعر
لم يمُت "مفتش الآثار" التعيس،
أبداً،
بهذه الطريقة العجيبة،
فروحُه المرحة،
لاتزال تلوِّح لليمام في السماء،
رغم أنهم كفنوه
قبل خمسة عشر عاماً،
في تلك المدينة القديمة،
التي تدفنُ رأسَها في البحر،
بينما كان وجهُه يبتسم
تحت "فيونكة" الكَفن،
كما لو كان،
وجه رجلٍ سَعيد،
يبتسم بخُبثٍ إلى الدود
الذي يأكل ابتسامَته الأخيرة،
كمن يُناكف خطاياه.

يبتسم "المفتش" مُضطراً،
لأن الموتَ يأتي
حينما لا يكون المرءُ جاهزاً،
لقد خرج السرُ الإلهي،
بينما كان العجوز يجمع الغسيل،
ساعة العصاري
في "بالكونة" عرجاء،
مرتدياً ملابسَه الداخلية
ماداً يديه الطويلتين
فوق الحَبل،
ضاحكاً من كل قلبه،
على هذا العالم،
الذي جفَّفته الأيامُ،
بين يديه.



التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads