الرئيسية » » الشعب الفلسطيني في ذمة الله | بقلم: منى عساف*

الشعب الفلسطيني في ذمة الله | بقلم: منى عساف*

Written By هشام الصباحي on الخميس، 29 سبتمبر 2016 | سبتمبر 29, 2016

الشعب الفلسطيني في ذمة الله
بقلم: منى عساف*
أتقدم بأحر التعازي لكل الفلسطينيين أينما تواجدوا على وضع المسمار الأخير بالنعش، الذي كنت أتمنى واعمل يومياً ومعي الكثيرون من أبناء هذا الشعب الصامد والمناضل والمقاوم لنرى حلمنا وهدفنا حقيقة على أرض الواقع.
والحقيقة المؤلمة أنَّ الشعب في المجمل اختار الصمت وعدم تحمل مسؤوليته تجاه نفسه واتجاه وطنه، لن أقول كما تعودنا علينا أن لا نلوم شعبنا، لأنه فجع بأن تضحياته تم سلبها والتسلق عليها، فمن سمح لكل هذه الأمور بالحدوث هو الشعب نفسه، فالسكوت عن الخطأ كالمشاركة فيه، فلا أحد بريء في واقع الحال، كل له دور ومسؤولية في موقعه، في بيته، وعمله ومدرسته والشارع.
عندما أقوم بمتابعة الأخبار والتنقل بين المواقع الالكترونية، ومواقع التواصل الاجتماعي وخاصة الفيس بوك، الذي بات يشكل مصدراً سريع ومستمر الحركة، ونشر ما هب ودب من معلومات مهمة أو غير مهمة. وعند متابعة التعليقات على أي منشور يثير اهتمامي، سواء إن اتفقت مع ما ورد فيه، أو أنه دفعني لأرى ماذا يراد منه ولما يتم نشره وتداوله بهذا الكم الكبير والسريع. وخلال متابعة لبعض التعليقات التي تذيل المنشور سواء على المنشور المكتوب أو أي فيديو تتم مشاركته، أجد نفسي  مصعوقة من مستوى التدني للعديد من هذه التعليقات، وكيفية الردود التي تزداد تدني وتشمل العديد من الكلمات البذيئة والتي لا تخلو من قدح وذم وشتم وتخوين، إضافة لوضوح مشاعر الحقد والكره وتمني الموت والقتل لكل من يختلف عن المعلِق أو المعلِقة، على أي قضية سواء تخص الفلسطينيون بشكل مباشر، أو لها علاقة بالمحيط الذي حولهم أو في العالم بشكل عام.
بيني وبين نفسي أقرر فقط قراءة ما يكتب لأتعرف على ماذا يدور، إضافة لحماية نفسي من التعرض لأي شتيمة لا يتوانون عن كتابتها دون أدنى شعور بالخجل والمسؤولية، عندما تتدخل بشكل عقلاني وإنساني وبضمير حي. أتساءل وبصوت عالٍ: لماذا لا يتحاورون بدون شتائم وكلمات بذيئة يندى لها الجبين. نستطيع أن نختلف ونتناقش لأيام بكل احترام بدون تدني لمستوى الحوار، حتى في هذه الحالة هو ليس حوار بل  حلبة مصارعة لإظهار من هو الأقبح والذي يستطيع أن يكون الأسوأ.
وخلال التجوال لا بد من المرور بصفحات من يصنفون أو يصنفون أنفسهم بأنهم من طبقة المثقفين، بدون تصنيف أنهم كُتاب أم شعراء أم غيره، لنجد أنَّ ما يوجد على حائط صفحاتهم وكيفية تعاطيهم مع الأحداث، يشير لتدني واضح وأجزم انه أكثر تخلفاً من الفئة السابقة، لأنَّ مسؤوليتهم النهوض بالمجتمع البسيط وليس الانصياع مع الشكل العام الذي يصعب عليه كثيراً التفكر والتفكير بمجريات الأمور، لتجدهم  يدمرون الثقافة بدل النهوض بها.
لا أظلم أحداً ولا اتهم أحداً محددا، أتحدث عن المشهد العام المزدوج المعايير، حيث ان من يجب عليهم أن يكونوا من يقودون الشعب نحو التنوير، نجدهم يهادنون ويفضلون أن يكونوا تحت مظلة منظومة العادات والتقاليد البالية؛ وتمجيدها والدفاع عنها في العلن، وفي الخفاء نجدهم مختلفين تماما.
ألا يدركون ويفهمون أنَّ عامة الشعب لها الظاهر ولا تعرف ولا تعترف بما هو مخفي!! وأنَّ ما ظهر في العلن هو الأقوى وهو ما يؤثر في المجتمع بشكل عام.
لا أبالغ..فلو تم رصد حسابات الفيس بوك الخاصة بالفلسطينيين بعد حدوث أي عمل إرهابي، لوجدنا أننا أمام مظهر يشير لواقع مخيف من التراجع، فقط نحتاج لموقف بسيط يحدث؛ لتجد الحسابات تعج بأفكار مخيفة ومرعبة وتمجد وتعزز الظلم والظلام، إنها مؤشر خطير إن لم نتحرك لإنقاذ مجتمعنا بشكل عام.
أإلى هذه الدرجة وصلت الأمور؟ ومن أين يتلقون مشاربهم في التربية والمواطنة والانتماء؟؟ في أي مدارس يتلقون العلم والتعلم لتكون هذه هي المخرجات الصادمة بتدني مستوى منظومة الأخلاق!! هل يعقل أنهم أبناء وبنات لأباء وأمهات يعرفون دورهم التربوي قبل الإنجابي؟؟
من المفروض عبر المسيرة التاريخية والاجتماعية أن يتطور الإنسان ولا يعود لعصور التخلف والظلام، لماذا يحدث هذا في مجتمعنا الفلسطيني، ولا أحد يكترث ويتحرك ويرفع صوته عالياً لوقف هذا التراجع والتدهور لدرجة بت أشعر أننا أصبحنا أمواتا وفي ذمة الله..غير آبهين لمستقبل أبناءنا وكأنهم أبناء الشيطان والشر!!
* منى عساف - فلسطين
 
التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads