الرئيسية » » سيمفونية الرعب | عبد اللطيف رعري

سيمفونية الرعب | عبد اللطيف رعري

Written By هشام الصباحي on الأربعاء، 3 أغسطس 2016 | أغسطس 03, 2016


سيمفونيةالرعب

 

 

 


 

 

لشطارتي مزقت باقي الأشرعة

المتخلى عنها ببهو البحر

وكفكفت دموع التماسيح الكاذبة

بصفحات أشعاري حين تناثرت ألغازها

لأرى ومض عيونها تسرق حبات الرمل

وكسرت كؤوس الطلى على أرصفة الجنون

حتى أساوي تغريد شحارير الفيافي على

مقامات الاسى  التي تواتي تدرجي

لأعصر مدام أشجاني بين أظافر صقور أتاها

عبث البلادة على حين غرة

وسقتها  شجرة اللبلاب آخر السموم

فتصيّدتها سيمفونية غائرة كالحلم في السواد

كانت من نسج الأوهام الماطرة

حرقت أشجار القصيدة بشعاع البيادر الصفراء 

لما جاحت أوراقي باختناق جدث الاغنيات

على سطح الجمرات التي أبقتها العاصفة

فعشش عنكبوت اليأس في ترنيمات قيثارتي

وتزبّلت أصابعي معقوفة بنفث لعاب الكلاب

وخاصمتني فطرة انبهار ي للمجهول

لأقع على قطعة جليد لا تبتسم إلا عرقا

وشعلتي حامية بين أهداب أكلتها حمرة البكاء

وبين وردة تموت بالكرى في يد   تعس مخبول

   رسمت سمات الخلود برماد المقابر

فتعرت أحلامي على سهو النسيان

فأسكنت حرائقي دلال الاعشاب  ونداها قطرات

ورمتني سيول الاقداح من على أبراجي

تلقفتني المنية داكنة ترتعش للمصيدة 

وعيونها تراقص أهازيج الشيطان في محرابه

وبيدها مفاتيح المغارات  التليدة  وقماش  لليل

تلقفتني عاريا على شاكلة البوح الإجباري

وأمطرتني سلوى الخاطر المغبون

حتى أمر  بحلقها على مهل ...

أنا لا تخيفني مراسيم العزف بالأقداح

ولا أسخر من خيالي راقصا على عتبة الموج

لان طبول الفجر غالبا ما تصطاب الندى ..

ويترهل حلمها حين تختلط بصفقات العراء

ويموت كبريائها على مقربة من هوس النجوم

وتتجلد حناجرها بالصمت المخجل على إيقاع النفور

فلا سبيل لك أيتها الاعشاب سوى إنهاء مهازل الفرح

فهناك على أبعد مدى ....

ترقد أجراس الحيرة عائمة في صدى الاجفان

وأبجدية الحروف تستعد  لشنق الأعناق

وسيمفونية الرعب كلما سقط   طائر ارتفع إيقاعها

وتعالت صرخات الصخور مبلولة بوجع البطون

وصدى الاعالي  غزلته الثلوج صوفا  أحمر

هناك على أبعد مدى

حلم حزين يشكو  ضيق  الاعراس

وتنمو أشواك  باسم العشق مقتبل الاعمار

فلا تنجو من الوخز كبد....

ولا ينجو من الغرق عصفور بجناح مبتور

ولا يصعد السماء  دخان ناره باردة ...

ولا يرقص مخبول للنهر ويداه تعانق الجرة

هناك على أبعد مدى ...

أطياف تتلون كالضجر...

أشجار تتحول الى رماد ...

رماد يصير عاصفة ...

والعاصفة لا ترحم ..

هناك على أبعد مدى .....

اناس في لباسهم عرايا...

لكن شعراء والقصيدة بين أيديهم  مرايا..

أيتها السيمفونية المرعبة في بؤرة التجريد

خدي الطلائع من لمع الجبين

وارشقي مواطن الغدر بالأنين

واحضنيني فمواسم الصرر آتية تباعا

وطقوس الرقص تستوجب وصفات الجنون

والعيون الحالمة  قد تغفو لبعض الوقت

حتى تبني قوافل النمل أعشاشها من شظارات الماضي

حتى يحمل اللقلق أشلاؤه على ظهره خارج الغضب

فهناك دوما على أبعد مدى تقاسيم الخوف تجرف الضياء

ولا تقاطع في ألحاني ولا تنديد بالمواجع

صدمة أخرى تضاف للقلب الحزين

سيمفونية الرعب تعلو بالمجان لتحرق أطلال المراكب

وغيرة البحر في قبضة كاهنة قد تسقط نجمتها

وقد تعصف بها زوابع الفنجان وراء الشمس

حتى تتبدد أحلامها الزائفة بنصف غمزه.



عبداللطيف رعري/مونتبوليي فرنسا

 

 
التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads