الرئيسية » » بلا عنوان | غادة نبيل

بلا عنوان | غادة نبيل

Written By هشام الصباحي on الأحد، 24 يوليو 2016 | يوليو 24, 2016

بلا عنوان



بالرعب الذى يسكننا عند حافة جبل و يختفى لو ركِبنا سيارة تعبر نفقا فى نفس الجبل 
نعيش صناعًا لأخيلة ، حمالين لغيوم كثيفة نتبادلها مع بعضنا البعض : خذ هذه الغيمة .. لا .. غيمتك أفضل من غيمتى .. سآخذها غصبا وتأخذ غيمتى . لا . سأقتلك ليس لآخذ شيئا بل لأنى لا أريد أن تكون حيا .

عفونات الأزمان تتمدد . الأكاذيب تتمدد كجثث لصقوا شعورها بالصمغ و علقوها أفقيا فى الفراغ .
بعد أن تزول عنا المعرفة سنعود نلعب فى عوراتنا التى لن نغطيها، سندخل من جديد أرحام أمهات بشعور طويلة ناعمة يرفعنها بالأيدى قبل الجلوس ، سنصبح التامين و التامات بعد انتقالنا إلى منجمٍ جديد يطير فيه عصفور غير قاسٍ ، و بلا غيوم .
يا ميتون ألا يريد أحدكم البوح بالسر ، متى خفق قلبه حبا فى العالم الآخر؟ .
يا نساء لماذا لا تمددن ضفائركن إلينا ليأتيكن من يُقدّر عبء الجمال؟. يا رجال ..هل ستقدرون على منحة السعادة المطلقة بلا خيانة ؟ ألن نكافأ – أخيرًا – بالحب الكامل ، الأبدى ؟
 ليس عندنا ما يغريكم وعندكم كل ما نريد معرفته .  
 بماذا يشعر واحد منكم و هو يشاهد تمثالين لكفين يتصافحان كشاهدى قبر فوق مقبرتيّ رجل وامرأة لم يتمكنا - هنا – من اللقاء ؟
ليس صحيحا ما يروَج أنكم بلا قضايا . كل منكم سرق قطعة من الزمن و كل الفرح و ترك ذلك الجرح القاتل فى نفوس من ادعى محبتهم. أقرب معنى لعقابكم هو عدم تأكدنا أنكم لا تشعرون بالذنب . وحين نصبح بينكم قد نفتقد الكراهية التى حملناها فى أجولة على ظهورنا كخزائن لرموش عملاقة ، رموش بمجرد أن تعلقنا بها بأيدينا رفّت .
 
تظاهرنا بالحب ، نزلنا المظاهرات و انتظرنا معجزة للشيخوخة : حب لا يلدغ نفسه يبحث عن معنى " كان " ثم - أمناء على إرثنا- تركنا الكراهية معه كوديعة تكبر فوائدها حتى نهاية الحزن .
أما أنتم
أنتم الجماجم التى لم تحب أحدا بما يكفى لعدم الموت ، والأشجار التى ستنبت من محاجر عيونكم سوف يدهسها أحفاد أحفادكم ، بوعى ، بعد أن يدركوا هذا .
 _______________________________________

التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads