بلا عنوان
بالرعب الذى يسكننا عند حافة جبل و يختفى لو ركِبنا
سيارة تعبر نفقا فى نفس الجبل
نعيش صناعًا لأخيلة ، حمالين لغيوم كثيفة نتبادلها مع
بعضنا البعض : خذ هذه الغيمة .. لا .. غيمتك أفضل من غيمتى .. سآخذها غصبا وتأخذ
غيمتى . لا . سأقتلك ليس لآخذ شيئا بل لأنى لا أريد أن تكون حيا .
عفونات الأزمان تتمدد . الأكاذيب تتمدد كجثث لصقوا
شعورها بالصمغ و علقوها أفقيا فى الفراغ .
بعد أن تزول عنا المعرفة سنعود نلعب فى عوراتنا التى لن
نغطيها، سندخل من جديد أرحام أمهات بشعور طويلة ناعمة يرفعنها بالأيدى قبل الجلوس
، سنصبح التامين و التامات بعد انتقالنا إلى منجمٍ جديد يطير فيه عصفور غير قاسٍ ،
و بلا غيوم .
يا ميتون ألا يريد أحدكم البوح بالسر ، متى خفق قلبه حبا
فى العالم الآخر؟ .
يا نساء لماذا لا تمددن ضفائركن إلينا ليأتيكن من يُقدّر
عبء الجمال؟. يا رجال ..هل ستقدرون على منحة السعادة المطلقة بلا خيانة ؟ ألن
نكافأ – أخيرًا – بالحب الكامل ، الأبدى ؟
ليس عندنا ما
يغريكم وعندكم كل ما نريد معرفته .
بماذا يشعر واحد
منكم و هو يشاهد تمثالين لكفين يتصافحان كشاهدى قبر فوق مقبرتيّ رجل وامرأة لم
يتمكنا - هنا – من اللقاء ؟
ليس صحيحا ما يروَج أنكم بلا قضايا . كل منكم سرق قطعة
من الزمن و كل الفرح و ترك ذلك الجرح القاتل فى نفوس من ادعى محبتهم. أقرب معنى
لعقابكم هو عدم تأكدنا أنكم لا تشعرون بالذنب . وحين نصبح بينكم قد نفتقد الكراهية
التى حملناها فى أجولة على ظهورنا كخزائن لرموش عملاقة ، رموش بمجرد أن تعلقنا بها
بأيدينا رفّت .
تظاهرنا بالحب ، نزلنا المظاهرات و انتظرنا معجزة
للشيخوخة : حب لا يلدغ نفسه يبحث عن معنى " كان " ثم - أمناء على إرثنا-
تركنا الكراهية معه كوديعة تكبر فوائدها حتى نهاية الحزن .
أما أنتم
أنتم الجماجم التى لم تحب أحدا بما يكفى لعدم الموت ،
والأشجار التى ستنبت من محاجر عيونكم سوف يدهسها أحفاد أحفادكم ، بوعى ، بعد أن
يدركوا هذا .
_______________________________________