أنا رجلٌ بلا مستقبل
ليس هذا مدعاةً لحزنٍ او اسف
لأني صنعتهُ بنفسي ولنفسي :
بعتُ ماضيّ الى السيد أوديب
في حديقةٍ , ولم يكن هناك سوى غراب
يتطلعُ إلينا .
حاضري مصابٌ بنزيفٍ ,
لقلة الأملاحِ حول المحيط
وفي جسدي المنهك ,
ولأني اخافُ دائماً , منذ مراهقتي ,
من حراس المطارات
ومن إعجابِ نساءٍ بي
*
سئمتُ من إعجابِ آخرينَ بقصائدي
منهم شعراء ومساجين .
تضجرني بعدما انشرها
ارفضُ الاستماع اليها عندما تقفُ امام بابي
تبكي او تضحك .
ـ إذهبي الى معجبينَ بكِ , اقول لها
انا لستُ احدهم , اصرخُ .
لا تذهبْ .
*
يستبدُ بي الخوفُ حينَ اسمعُ خوارَ بقرة
وقت الفجر , وارى من نافذتي سحباً تسرحُ
هنا وهناك , بيوت قريتي وقد ادارتْ ظهرها نحو بيتي .
أهذا لأني ورثتُ ميلي الى وحوش الغاباتِ
أو ما بقي منها ؟
أم لأنّ حصاني يلقي دروساً , كل مرة ,
على موتى مقبرة حول النظافة , ويثني على إنتظارهم
ارغفتهم اليومية وحصتهم من الفحم الحجري ؟
يستبدُ بي الخوفُ حينَ لا اسمعُ خوار بقرةٍ
وقتَ الفجرِ : أخرجُ لأفهمَ ما يجري
فأكتشفُ حصى الساحلِ بدأتْ تخافُ مني