الرئيسية » , » جيسون براون: من السيرة الذاتية إلى الأدب الخيالي | ترجمة: رحاب سليمان

جيسون براون: من السيرة الذاتية إلى الأدب الخيالي | ترجمة: رحاب سليمان

Written By تروس on السبت، 16 يناير 2016 | يناير 16, 2016

جيسون براون: من السيرة الذاتية إلى الأدب الخيالي
ترجمة: رحاب سليمان

يتحتمّ على كاتب الأدب الخياليّ أن يحلم خارج تجربته الشخصيّة.

كان والداي مُضطربين وأنانيين حين كنتُ صغيرًا كما كان كل الأباء والأمهات. كانت أمي مشغولةً جدًا في تصفيف شعرها فيما كان والدي يقيس الجبنة ليتأكد من أن كلّ واحدٍ في أسرتنا لن يأكل أكثر من نصيبه. وكنتيجة لذلك فقد سمحوا لي بمشاهدة التلفاز أكثر من اللازم، وقد عانيت لفترة طويلة من التفريق بين الخيال والواقع. وفي ظهيرة أحد الأيام حين كنتُ في السادسة قررت أنني الفأر مايتي، جذبتُ بُرنسي وفتحت نافذة غرفة نومي الثانية، وتسلّقت الحافّة. كانت والدتي تسقي عبّاد الشمس بالخارج، وكانت مذعورة بطبيعة الحال. ركضت إلى الطابق العلويّ وجذبتني إلى الداخل.

“أنت لست مايتي الفأر”. مايتي الفأر ليس حقيقيًا، هل تفهم ذلك؟

قلت بأنني فهمت رغم أنني لم أفهم حقيقة، وهذه العادة في الاستجابة لتحديات الحياة خدمتني بنتائج مُختلطة لسنوات عديدة. لطالما تجوّلت أفكاري في العالم الخياليّ، وهو أمرٌ جيّد: يتحتمّ على كاتب الأدب الخياليّ أن يحلم خارج تجربته الشخصيّة. كيف ينتقل الكُتّاب من خبراتهم غير المتخيّلة إلى العالم الخياليّ لحكاياتهم؟

سيقول بعض معلّمي الكتابة بأن هنالك خطرًا في كتابة سيرة ذاتية متخيّلة، وسيصرّ آخرون بأن على الكتّاب المتبدئين الالتزام بتجاربهم الخاصة. قد يجد كُتّاب الخيال المتبدئين الذين يكتبون عن تجاربهم الشخصيّة بأنهم لا يستطيعون الحفاظ على موضوعيتهم تجّاه مادّتهم. لا يستطيعون تشكيل المادة لتصبح فنًا لأنّهم مُصابون بالعمى لعلاقتهم العاطفية الشخصيّة بما حدث حقًا. ونتيجة لذلك فإن الكاتب قد ينحو إلى البكاء وهو يكتب، ولكن القارئ (والذي هو في الحقيقة ليس والدة الكاتب) مُصاب بالملل والحيرة أو الارتباك. من ناحية أخرى فالكتاب الذين يختارون المواد البعيدة تمامًا عن تجاربهم الشخصية يجدون بأنهم لا يستطيعون تخيّل القصة لأنّها لم تحدث لهم حقًا. هم لم يكونوا هُناك.

التدريب التالي سيساعد الكُتّاب على تحويل مواد السيرة الذاتيّة الخاصة بهم إلى مواد خيّالية.

ورشة عمل:

تعرّف على تجربة شخصية قوية ومهمّة من ماضيك واكتب خطوطًا عريضة لهذا الحدث. قم الآن بخلق شخصيّة تختلف سيرتها عن سيرتك الذاتيّة. قد تختلف الشخصيّة عنك في العمر والنوع، قد تكون قد نشأت في عصرٍ آخر أو في جزء آخر من البلاد. اكتب مسودة موجزة للسيرة ذاتيّة لشخصيّتك: اجعلها تشتمل على تفاصيل كبيرة (النوع والعرق والعمر) وتفاصيل أصغر (حبوب الإفطار، الملابس، الإيماءات). اكتب قصة مع شخصيّتك المتخيّلة تُواجه فيها تجربتك الشخصيّة. تفاصيل ما حدث ستكون مألوفة، لكن ينبغي لردود أفعال شخصيّتك أن تفاجئك، وهذا هو الصواب فهذه الشخصيّة ليست أنت.


التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads