الرئيسية » , » تمشينَ على الأرض دون أن تنتبهي | كلاوديو بودزاني | ترجمة صالح دياب

تمشينَ على الأرض دون أن تنتبهي | كلاوديو بودزاني | ترجمة صالح دياب

Written By هشام الصباحي on الخميس، 22 أكتوبر 2015 | أكتوبر 22, 2015

المرأةُ صاحبةُ الدموع
أنت المرأةُ صاحبةُ الدموعِ الرقيقة
كلُّ حركاتِك شعلاتٌ خفيفةٌ
أنتِ الظلُّ، والقطُّ الذي يهربُ ثم يعودُ
أنت أثرُ القطارِ على الغصونِ التي تتدلّى

إنبيقٌ مليءٌ بالكبريتِ والزئبق
طرفٌ من الليلِ بين نهديك الكاملين 
كمْ من الكيميائيين أضاعوا رئاتهم 
وهم يتبعونَ بخارَ جسدكِ المتعرقِ

أنتِ المرأةُ التي تُلقِّنُ إيقاعَ الفصولِ 
التي تقطعُ السكونَ بين خفقاتِ قلبي 
أنتِ فينوسُ التي تنبثقُ من الحممِ 
أنت ربةُ الأرواحِ التي تُبْقِيْ الضوءَ مشتعلاً

تمشينَ على الأرضِ دونما أن تنتبهي 
أنَّ كلَّ خطوةٍ من خطواتِك تولِّدُ حديقةً 
في شعركِ تشكرُ الريحُ الإلهَ 
لأنه أعطى لحياتِها هدفاً.

 

جلسةُ مقبلاتٍ في الوسط
قلبي كرسيٌ فارغٌ 
لا أحدَ يرغبُ بالجلوسِ عليه 
عقلي إسفنجةٌ مبللةٌ 
يعصرُهَا الملائكةُ في كأسِك 
ونظرتُك زجاجٌ أسودُ حارقٌ
يسيلُ على طولِ أنفِكِ حتى يصيرَ قبلةً 
وفي الأسفلِ حيث رُكبُنا 
التي تتلامسُ وتتباعدُ
تتبادلان رغباتِ العظامِ والتهابَ المفاصلِ.
جلسةُ مقبلاتٍ في الوسط
ولا أعرفُ ماذا أقولُ 
طاولةٌ، أطباقُ فناجينَ، نهود تحتَ المايوهاتِ وأطرافُ كؤوسِ:
هذا هذيانُ استداراتٍ يهربُ
وكفراشةٍ تصطدمُ بزجاجِ صمتِك.
الشارعُ رقصٌ سريعٌ مرئياً بأطرافِ نظراتِنا، 
الأصابعُ صناراتٌ لتعليقِ ابتساماتِك،
أعطني كلمةً لأعلقَها هذا المساءَ فوقَ
سريري
المتعبِ، تعرفين، 
من دموعِ العذراءِ،
ومن نزفِ الندوبِ الأبديةِ 
أعطني قدميكِ 
وحتى اجعليهما مزدوجتين 
كي أستطيعَ أنْ ألبسُها الجواربَ على طاولةِ المطبخِ 
وأقبلُها مع كلِّ فطورٍ
منحنياً على الركبةِ بطريقةٍ علمانيةٍ و جسديةٍ 
أو انهضي، لنذهبَ 
افتحي هذا البرُكارَ البرونزيَّ
الذي اسْتعملَ لرسمِ خطِ الاستواءِ 
أمام الشمسِ الغاربةِ 
بروفيلُكِ الأسودُ 
يمتزج برسومِ قممِ الهضابِ 
وكلُّ خطوةٍ من خطواتكِ إشارةُ تعجبٍ 
دعيني أَصِيرُ قميصاً 
تحت الحديدِ الأحمرِ للسانِكِ 
دعيني أَصِيرُ البحرَ ليديك الأخطبوطية 
المنتفختين بالحبرِ واليقينِ 
وهذه الليلةَ سأستمعُ إلى قيثارِ قدميكِ الصغيرتينِ 
بين الملاءاتِ والشعلاتِ 
وسأطوي كفيكِ
بعد قراءةِ 
الفصلِ الأخيرِ الذي لا ينسى 
من نهاري 
آملا أن أكونَ الوحيدَ القادرَ على فتحِ بابِ أحلامِك
قبل أن أريح نظراتِي على الكومودينة 
وأريحَ العالمَ على كتفيَّ أطلس.


Claudio Pozzani شاعر إيطالي من مواليد 1961

** ترجمة صالح دياب



التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads