الرئيسية » , , , , , » ثلاثة أسئلة.. وخمسة كتّاب | ترجمة: رهام المطيري

ثلاثة أسئلة.. وخمسة كتّاب | ترجمة: رهام المطيري

Written By هشام الصباحي on الخميس، 29 أكتوبر 2015 | أكتوبر 29, 2015

ثلاثة أسئلة.. وخمسة كتّاب
ترجمة: رهام المطيري
١) متى وأين تكتب؟
٢) هل سبق وأن عانيت من حبسة الكاتب؟
٣) ماهي نصيحتك للكُتاب الجدد؟

بوليت ليفرز



١) متى؟ أكتب في كل الأوقات. أكتب يوميًا ولكني وسّعت تعريفي للكتابة ليشمل القراءة والبحث. لو لم أفعل ذلك، لوبّخت نفسي في نهاية اليوم عندما أشاهد عدد الكلمات التي كتبتها ولم تصل لسقف توقعاتي. أين؟ في كل مكان. أنا محظوظة أن لدي مكتبًا مريحًا في عليّة منزلنا القديم في شيكاغو. ويوجد أيضًا في صالوننا الأمامي مدفأة وعندما ينزل الثلج أجلس بالقرب منها وأكتب وعندما يكون الطقس جيدًا، أجلس في فناء المنزل الخلفي لأكتب.

٢) غالبًا أواجه العكس. فأنا أعاني من مشكلتين: أنّ لدي العديد من الأفكار، ومن ضعف الانتباه. ولكن لو تسللت الحبسة إلى عقلي فإن ذلك يعود لشعوري بالخوف من شيء ما. لذلك ألجأ إلى أصدقائي الذين لا يدللونني بل على العكس يخبرونني بأن أجفف منابع هذه الحبسة وأن أشق بقوة في طريق العمل الذي أخافني. وغالبًا لأفعل ذلك أخبر نفسي أن الخطوة الأولى أن أكتب ما أريد على الورق وذلك لا يعني بالضرورة أن يقرأه أحد غيري. لا أؤمن أن هناك شيء لا يمكن فعله.

أما بالنسبة للشرود والإلهاء فإني أعتقد أن ملل الكاتب نفسه من عمله أكثر رعبًا وخطرًا من المعاناة من حبسة الكاتب. عندما أتحين الفرصة للتنقل بين مواقع التواصل الإجتماعي ويجذبني ذلك أكثر من القصة التي أكتبها، فذلك دليل على أنه حان الوقت لأعمل أكثر لأحدد أين ومتى أصبحت قصتي مملة لدرجة أنها لم تعد تنافس جروًا لطيفًا أو قصة شعر جديدة. إن لم أحفل أنا بما أكتبه، فكيف لي أن أتوقع أن يحفل به الآخرون. إن لم أخف مما سأكتبه ولم أشعر بالملل مما كتبته، فإن الأمور غالبًا تسير على مايرام.

٣) برامج الكتابة جيدة ولا بأس بها. ولا أندم على الوقت الذي قضيته في الدراسة على يد أساتذة عظماء. ولكن لا بديل لقراءة الأعمال الجيدة. ابحث عن الكُتاب الذين جملهم تجعل قلبك يخفق طربًا. وما عدا ذلك فإن الكتابة لا تتطلب منك سوى الجلوس على الكرسي والبدء بالعمل. قطعك لاتصال الواي فاي لعدة ساعات يوميًا قد يضاعف بشكل ملحوظ ما تنجزه يوميًا. وأخيرًا، ابحث عن قُراء تثق بهم واستمع لما يقولوه عن ما كتبت. وبالطبع لا تنس أن تكون جلدًا فأنت بحاجة إلى ذلك.!

تينا ويلنغ


لا أؤمن بوجود ما يسمى بحبسة الكاتب.

١) لا أحدد أي موعد ـ سواء مواعيد طبيب الأسنان أو شرب الشاي مع الأصدقاء أو الاجتماعات-ـ قبل الثالثة بعد الظهر. أحب أن استيقظ وأنا أعرف أن اليوم لي وحدي لأعمل خلاله. بعد الإفطار، أخذ قهوتي لمقصورة الكتابة الخاصة بي وأبدأ بالكتابة وأنا أرتدي بجامتي. فنظريتي هي أن لا شيء يهم عندما تكون مرتديًا بجامتك، لذلك فأنا حرة بأن أكتب أي شى يخطر على بالي. لاحقًا في الصباح، أخذ حمامًا وبينما ينهمر الماء على جسدي يبدو أني أصبح قادرة على حل بعض المشاكل التي تواجهني خلال الكتابة أو أن أتعرف بوضوح على ما نويته من كتابة شيء ما. ولذلك أعود للكتابة بحماس. وعندما تشير الساعة إلى الثالثة، تبدأ كلبتي زوي بجر ساقي والتحديق بعيني وعندها فقط أترك الكتابة وأذهب للتنزه بصحبتها. مساحة الكتابة الخاصة بي عبارة عن كبينة قديمة نقلتها بجوار كبينتي الحالية.

٢) لا. لا أريد أن أكون قاسية. ولكني لا أؤمن بوجود ما يسمى بحبسة الكاتب. ربما لأني لست قاسية على نفسي. عندما أشعر أن لا رغبة لي في الكتابة، فإني أفعل شيئًا آخرَ بينما أنا جالسة على مكتبي. أنقح شيئًا ما، أو أرتب درج مكتبي أو حتى أكل بعض الوجبات الخفيفة أو أغرق في أحلام اليقظة. أعتقد أنه يجب أن نُقدر مشاعرنا حول العملية الإبداعية. فغالبًا تنشأ مشكلة ما يسمى بالحبسة من الحاجة للحصول على شيء ما من وراء الكتابة. مثلًا، عندما يكتب الكاتب وهو يأمل أن يحصل على المال أو الشهرة فإن عملية الكتابة تكون مثقلة بالتوقعات. ليس ذلك فحسب، عندما نكتب وبعدها نمزق ماكتبناه فإن النتيجة أننا نشوه مهاراتنا الكتابية حتى تنضب للأبد. قبل أن نكتب شيئًا جيدًا سنكتب برداءة كثيرًا. لذلك علينا أن نكون صبورين وطيبين تجاه أنفسنا.

٣) قلل من سقف توقعاتك واستمر في ذلك حتى تبدأ كتابتك الجيدة بالتدفق. أولئك الحكام الأشرار القابعون في رؤوسنا لا ينتمون لهذه المرحلة ـ الكتابة ـ تجاهلهم حتى تصل لمرحلة التحرير. إن مهارة الكتابة كلها تتمثل في إعادة الكتابة. وهذا هو السر وراء الحصول على اللغة الجميلة والواضحة بالإضافة للرؤى الفريدة. عندما أكتب فإني أعيد كتابة بعض الجمل لعدة مرات. فأنت لا تشعر بالتعب من التكرار إذا كان العمل سيصبح مصقولًا أكثر. فالجمل المصقولة كالأحجار الكريمة لا يمكن أن تسأم منها مهما أطلت النظر إليها.

ستيف بوست


تأكد من أنك تحب القصة التي تكتب

١) أنا مدرسة في مدرسة ثانوية و جدولي مزحوم. لذا تعلمت أنه ليس باستطاعتي الكتابة حالما أرجع للمنزل فحينها أكون منهكة ومشغولة للغاية. وبدلًا من ذلك أكتب كل نهاية أسبوع مهما كان الطقس. وبما أني أسكن في فلوريدا فإن طقسها الجيد في صالحي. أكتب بخط يدي بينما أجلس في فناء منزلي الخلفي. وعندما يحين وقت طباعة ماكتبت على الكمبيوتر فإني أعزل نفسي في الاستيديو الخاص بي بصحبة كلبي.

٢) ليس بالمعنى المعتاد للكلمة. غالبًا عندما أريد الكتابة فإني أشعر بأن لدي من الأفكار أكثر مما أحتاج أو أريد. ومع ذلك، فإني أعاني بالتأكيد من التوتر والاجهاد وضيق الوقت وتجربة الحب والكراهية التي يعاني منها كل كاتب. الكتابة ليست بالأمر السهل. أحيانًا أشعر أن الكتابة آخر شيء أود فعله ولكني لا أستطيع التوقف عنها.

٣) الكتابة قد تكون جحيمًا. إن لم يثبطك هذا، فاستمر بالكتابة وحث نفسك على الاستمرار حتى لو شعرت أنك ستنهار. اعمل بجد ولكن كن صبورًا والأهم من ذلك تأكد من أنك تحب القصة التي تكتب خصوصًا إن كنت تكتب رواية أو عملًا طويلًا لأنك ستقضي الكثير من الوقت وأنت تعمل على كتابك وتريد بالطبع أن تكتبه بشغف.

ميغان داوم


اكتب على ضمانتك.

١) أكتب في مكتبي الخاص في منزلي، فأنا لست مولعةً بالكتابة في المقاهي. أعلم أن الكثير من الكتاب يحبون الجلوس هناك للكتابة واحتساء اللاتيه. لكن بالنسبة لي هذا مصدر إلهاء كبير. بالإضافة عندما أشرب الكثير من القهوة اضطر للتردد على الحمام! وكيف لي أن أفعل ذلك وأترك جهازي الكمبيوتر وبقية أغراضي على الطاولة. لكن في المنزل هذه ليست مشكلة.

متى أكتب؟ أكتب عندما يكون لدي موعدٌ محددٌ لإنجاز العمل. وهذا يعني كل الوقت. فأيام الإثنين والثلاثاء مخصصة لكتابة عمودي الأسبوعي في لوس آنجلوس تايمز. وبقية أيام الأسبوع أقوم بعدة مشاريع في نفس الوقت محاولةً إنجازها حسب أهميتها.

٢) كانت هناك فترة منذ بضع سنوات، تقريبًا بين ٢٠٠٣ إلى ٢٠٠٦، كنت حينها غير منتجة بشكل مخيف. لست متأكدة إن كان ذلك يعود لمعاناتي من حبسة الكاتب أو أن ذلك نوع من أنواع الكسل طويل الأمد. وأيًا كان السبب كانت تلك فترة بشعة. لكن بعدها بدأت بكتابة عامود أسبوعي في الصحيفة وكان ذلك بمثابة العلاج بالصدمة أو شيء من هذا القبيل. ومنذ ذلك الحين عدت مرة آخرى للعمل والإنتاج.

٣) نصيحتي هي “افعل كما أقول، ولا تفعل كما فعلت”. بالنسبة للمبتدئين في الكتابة: وسع من خبرتك واطلاعك في مجالات آخرى غير نفسك. اعرف شيئًا (في الواقع العديد من الأشياء!) عن العلوم والرياضة والطب والفيزياء وانتهاكات حقوق الإنسان وتغير المناخ وغيره. كن ذلك الشخص الذي يتذكره المحرر عندما يحتاج شخصًا ليكتب عن شيء معين. لا أعني أنك لا تستطيع الكتابة عن نفسك. ولكن إذا كنت حاذقًا في مجال آخر فإن فرصتك أكبر للحصول على وظيفة في الكتابة.

نصيحتي الآخرى، خصوصًا إن كنت تود كتابة المقالات: اكتب على ضمانتك. اكتبها وفقًا لوقتك وشروطك وبعدها حاول أن تنشرها. تقريبًا كل مقالاتي التي حققت نجاحًا باهرًا في عشرينياتي ونشرت في النيويوركر وغيرها هي التي كتبتها كما أريد وبعدها قمت ببيعها. ومازالت أفعل نفس الشيء حتى الآن. لأن تقديم فكرتك لمن يود شرائها قبل كتابتها قد يتحول لكارثة. فأكثر المشاريع الإبداعية سواء في الأدب أو الفنون البصرية أو السينما هي أكثرها إثارة للإهتمام وبالتالي هي أكثرها صعوبة في التقديم. لذا تجنب طرح فكرتك وقم بكتابتها أولًا وبِعها لاحقًا.

بيث كيفارت


اقرأ أكثر مما تكتب.

١) أدير شركة اتصالات تسويقية وأدرّس في جامعة بنسلفانيا في الربيع. كما أكتب مقالات لعدة مجلات. كل هذا يتطلب مني الكتابة المستمرة. لكن قد تمر شهور حتى تصبح هذه الصفحات المتراكمة مناسبة لطباعتها ككتاب.

٢) أعاني من فقداني لإيماني بقدرتي على حل المشاكل الكتابية الصعبة التي تواجهني. ولكن سرعان ما أتخلص من ذلك.

٣) اقرأ أكثر مما تكتب. بل عش أكثر مما تقرأ. ولا تقارن نفسك بالأخرين.

نقلا عن تكوين





التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads