الرئيسية » , , » آنا ماريا ماتوتي.. رحيل أصغر طفلات سرفانتس | ماناغوا (نيكاراغوا) - غدير أبو سنينة

آنا ماريا ماتوتي.. رحيل أصغر طفلات سرفانتس | ماناغوا (نيكاراغوا) - غدير أبو سنينة

Written By هشام الصباحي on الثلاثاء، 8 سبتمبر 2015 | سبتمبر 08, 2015

برحيل الكاتبة الإسبانية آنا ماريا ماتوتي، أول أمس، يكون سرفانتس قد فقد واحدة من كاتباته المدللات التي مُنحت جائزته الأهم للأدب الإسباني عام 2010.

رحلة طويلة في عالم الرواية وأدب الأطفال خاضتها ماتوتي معايشة أحداثا كثيرة مرّت ببلادها منذ الحرب الأهلية الإسبانية.

ولدت ماتوتي في برشلونة عام 1925 من أم قشتالية وأب كتالوني كان يمتلك مصنعا للمظلات. الابنة الثانية بين خمسة أبناء، أخوين وأختين في عائلة على شيء من الاستقرار إلى أن اشتعلت الحرب الأهلية في إسبانيا.

نشأت آنا ماريا مع شعور بإهمال أمها لها عاطفيا، ما ألجأها لحضن والدها الذي كان كثير الأسفار بسبب طبيعة عمله. كان الأب ينسج من أسفاره ورحلاته لمدن أوروبا قصصا مليئة بالخيال والدهشة للطفلة الصغيرة آنا ماريا، غذّت لديها بذرة الكتابة مبكراً وتعلّقها بوالدها.

ماتوتي التي درست في مدرسة دينية في مدريد، بدأت الكتابة في مجلة "شيبيل" وهي في العاشرة من عمرها، لكنها أنجزت روايتها الأولى في عمر السابعة عشرة بعنوان "مسرح صغير"، إلا أن الرواية نُشرت بعد أحد عشر عاما من كتابتها ومنحت عنها جائزة "بلانيتا" عام 1954.

بعد عودته من إحدى أسفاره يقدّم الأب لآنا ماريا الصغيرة دمية "غوروغو"، وهي دمية سوداء ستكون فيما بعد إحدى شخصيات روايتها "ذاكرة أولى".

ماتوتي التي قدر لها أن تعيش طويلاً، كادت أن تغادر الحياة وهي في الرابعة من عمرها حين أصيبت بالتهاب في الكلى، وفي العام الذي يليه بدأ ما ورثته من خيال عن أبيها يتجلّى في أولى قصصها التي ألفتها طفلة. مرض خطير آخر أصابها مرة أخرى وهي في الثامنة، فأرسلها والداها إلى بلدة "مانسيا دي لا سيرا" عند جدَّيْها، فتعرفت إلى أماكن أكثر ونما لديها حب الترحال، وعاشت في ما بعد في برشلونة وكاستيا ومايوركا.

عام 1952 تزوجت من الكاتب إوخينيو دي غويكويتشيا، وأنجبت منه بعد سنتين ابنها الوحيد، خوان بابلو، لكن الانفصال كان مصير العلاقة التي انتهت عام 1963، وهي حقبة كان الطلاق فيها أمراً معقداً وكانت حضانة الأبناء تذهب عادة للأب.

وخلال عامين استطاعت الكاتبة رؤية ابنها أيام السبت فقط، لكنها كافحت لتحسن من أوضاع حضانتها لابنها حينما صار عمره 10 سنوات.

قدّمت ماتوتي للأدب الإسباني بعض أفضل كتبه في مجال أدب الأطفال الذي برعت فيه، مستقية إياها من طفولتها وقصص والدها وغياب طفلها عنها.

ماتوتي، كاتبة غزيرة الإنتاج ومن أعمالها: "بعض الشباب" 1964، "النهر" 1973، "قدم حافية" 1984، "اليراعات" 1993. وإلى جانب جائزة سرفانتس، حازت جوائز عديدة من بينها: الجائزة الوطنية لأدب الأطفال والشباب عام 1984 والجائزة القومية للأدب الإسباني عام 2007 وجائزة أستورياس للآداب عام 2010.



موسيقى
قصة لـ آنا ماريا ماتوتي


اعتادت ابنتا الملحن العظيم (ست وسبع سنوات) على السكون.

في البيت لم يكن مسموحا بسماع أي ضوضاء لأن الأب كان مشغولاً بالعمل. كانتا تسيران على أطراف أصابعهما، مرتديتيْن أحذيتهما، ولم يكن يخترق الصمت سوى دقات بيانو الأب. ومرة أخرى يحل السكون.

وفي أحد الأيام بقي باب الأستديو نصف مغلق، فاقتربت البنت الصغرى خلسة من شق الباب، واستطاعت أن ترى كيف كان الأب ينحني بين الفينة والأخرى على ورقة ويدوِّن بها شيئا ما.

وهكذا ركضت الصغرى تبحث عن أختها الكبرى. صرخت وصرخت لأول مرة في عمق هذا الصمت: موسيقى أبي، لن تصدقي ذلك، إنها من تأليفه!



التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads