خلفَ الأعمدةِ الإغريقيةْ
تشرقُ نفسُ الشمسْ
ينتصبُ البابُ الحجريُّ
ويجري لنقوشِ الأمسْ
يأخذني البابُ إلى الخلوةِ
وحديثِ الهمسْ
عيناها الواسعتانِ المتلألئتانِ
بأضواءِ الأبديةْ
تحتويانِ بحارَ الحسّْ
وتسابقني الأعضاءُ الهائمةُ
إلى حقلِ النفسْ
تتداخلُ أصداءُ الماضي
يخرجُ من محبسِهِ برومثيوسُ
يُعيدُ النارَ إلى جبلِ الأوليمب
برومثيوسُ الآنَ طليقا
فتزغردُ ربَّاتُ الموسيقى
ويقيمُ زيوسُ ولائمَه وفجائعَه
كيفَ لهذا الربِّ الهمجيِّ..
يُضحِّى بالأطفالِ الرُّضَّع؟
كيف لهذا المتعاظمِ أن يَصغُرَ
في عينِ نساءِ الأرض؟
تتداخلُ أصداءُ الماضي
يختلطُ العطرُ مع الألوانِ
مع الموسيقى والأحجارْ
تندمجُ زخارفُ إسلاميةْ
بزخارفَ يونانيةْ
وتصلِّي أوراقُ الأشجارْ
تتجلَّى الربَّةُ أثينا
تمتدُّ مواكبُ عشاقِ الآثارْ
وصبايا يحملنَ على أرؤسهنَّ
هباتِ المصريين إلى "دُلفى"
تتداخلُ أصداءُ الماضي
وقف النحاتونَ جميعا في معبدِ طيبة
كان "الكرنكُ" يبدأ رحلتَه الصيفية
خلعَ الكرنكُ تمثاليه.. ومسلاتٍ فرعونية
كانتْ تتأغرقُ في "الأنفوشي"
خلفَ الأعمدةِ البحرية
كانت تشرقُ نفسُ الشمسِ هناكَ..
وكانتْ عيناها الواسعتانِ المتلألئتانِ
بأضواءِ الأبديّة
تهتفُ باسمي
