الرئيسية » » أصنعُ قاربًا مِنْ نظرةٍ غائبة | فتحية الصقري

أصنعُ قاربًا مِنْ نظرةٍ غائبة | فتحية الصقري

Written By Lyly on الأحد، 1 فبراير 2015 | فبراير 01, 2015

لم تَجمعْني

ولم تُلقِ بي شِبْهَ كاملةٍ في السَّرير

ولم تَدلَّني على الخروجِ مِن مأزِقِ الغَرقِ في مياهِ حُزني

كلماتُك التي أخرجْتُها

من صمتِكَ الحيّ

وهو يدورُ ككوكبٍ تائهٍ في ليلي.


ذكَّرَتْني

وأنا أعيدُها لترابِ الفكرةِ

بفصلِ ربيعٍ متأخرٍ

دَسَّ في مُخَيِّلَةِ البُستانِ

جرحًا مفتوحًا

دونَ قصد.


البحثُ عن حِيَلٍ جديدةٍ

لا يعني نجاتي.


الثالثةَ فجرًا

المِدفأةُ

الطبيبُ

"يا ترى يا واحشني بِتفكَّر في مين"

أفكارُ سُجناءَ قُدامى تتنزَّهُ في مُخَيِّلَتي.

لستُ الأشجارَ المُصطفَّةَ على طولِ الطريق

لستُ الينبوعَ أو الحَجَر

العابرونَ أو لمسةُ الأُلفةِ اللّطيفة

أنا ذلكَ المحاربُ المُمَدَّدُ فوقَ ظلٍّ منكسرٍ على صخرة

المحاربُ الذي فقدَ قدمينِ وحُبّاً بطريقةٍ دراماتيكية

أثناءَ التدريبِ الشاقِّ على لُعبةِ البقاءِ حيّاً

المحاربُ المُحاطُ بأعداءٍ متحمِّسينَ

يَظهرونُ بأسمائِهم وأصواتِهم الحقيقية

"النَّدمُ،القلقُ، اليأسُ،التَّعبُ،الإفلاسُ،عدمُ القدرة "


حضوري وغيابي

مُمثِّلانِ بارعانِ لا يكفَّانِ عن استفزازِ صوتي وجرجرتِهِ لمناطقَ مزدحمةٍ لا يحبُّها.

يتنافسانِ على البطولةِ المطلقةِ في الأفلام الغنائيَّة

يتحدَّثانِ عن ألمِ البقاءِ بمَرارةٍ واحدة.


البنتُ التي خرجتْ تبحثُ عن صوتِك

نسيتْ طريقَ العودةِ إلى البيت

وظلَّتْ عالقة في مَحطَّةٍ وهميَّة

مع فكرةٍ بلهاءَ مُعبَّأةً بنظراتٍ غائبةِ وحَيَواتٍ منتهية.


لِأخرجَ من لحظةِ الخوفِ

ألعبُ مع الغائبينَ

لعبةَ المفرداتِ الثَّلاث :

"الحبِّ ،الصداقةِّ،الحياة"

نظراتُكَ/نظراتي

اسمُكَ/اسمي

قصةُ الفرَحِ المصنوعِ من ألمِ الحُبّ

سعيدةٌ وحزينة

أرتِّبُ خُطوَاتي كراقصِ تانغو مُبتدئ

ألاحقُ أشياءَ تلمَعُ وتختفي

جدرانُ غرفتي : مرايا

نُعاسي :طفلٌ نائم

الدقائقُ: حيواناتٌ مفترسة

الحواسُّ: جرائمُ قتل

الفكرةُ :حريقٌ هائل


مَهمةُ عملٍ شاقَّة

أنْ أصنعَ قارباً مِن نظرةٍ غائبة.


يدي

طائرٌ سقَطَ للتَّوِّ إِثْرَ طلْقة

فوقَ انبساطِ المَلمسِ الخَشِن

لطاولةٍ معدنيَّة.


رُوحي

ذئبٌ يعوي

فوقَ تلٍّ ينتصبُ وحيدًا خارج نزوى.


أسئلتي

تدورُ تدور

وتصطدمُ بالحقائق المُزوَّرَة.


نظراتي بتقلُّباتِها المطعونةِ بمجيءٍ وهميّ

تتقافزُ بلَذَّةٍ خفيّةٍ في مَهماتٍ سرِّيَّة

تصيبُني بِعُقدِ المُبادراتِ الفاشلة

وهي تخترقُ زجاجَ النَّوافذِ

مُعتِمةً/ فوضويَّةً/ غيرَ مُتَّحِدَة.


قلبي

النَّوْرسُ الذي استبدَلَ موطنَهُ الأصليّ

بفراديسَ مُعبَّأةٍ بألمِ العُشَّاق

داخلَ فضاءاتِ كورنيشِ مَطْرَح.


لا أتفوَّهُ بدُعابَة

لكنَّ شخصياتِ نظرتِك الغائبة

أكثرُ جرأةً مِن طمأنينَتي المُستعارة

تتغيَّرُ وتلتفُّ كأغصانٍ حنونةٍ

حولَ أسطوانةٍ معطوبةٍ

كانتْ قلبي قبلَ خمسةِ أيّام.


الأشجارُ

الطَّريقُ

الأشواكُ

كَوْمَةُ الخشب

الأغاني

واللاعبانِ اللذانِ يتبادلانِ الدَّوْرَ

على رُقعةِ الشِّطْرَنَج/

نظرتُكَ الغائبةُ

وأنا كلُّ أولئكَ الذينَ ماتوا بنَقْلَة

وكلُّ أولئكَ الذينَ تشرَّدوا واحترقوا وسقطوا جرحى

بخُدعةٍ غامضة.


وُضوحي يَنقُصُ

وكلامي يتَّخذُ شكلَ النَّار

حينَ تستيقظُ في العَراء

على يدِ مُحارِبٍ أعزل.


الأيَّامُ تتساقطُ على رأسي

مثلَ ثمَراتِ المانجو الغضَّةِ التي يُصرُّ الصِّبْيَةُ المشاغبونَ في "قطعة السمرة"

على إنهاءِ عُمْرِها بِضربةٍ قاسيةٍ قبلَ أنْ تنْضَج.


أختلفُ مع كلامِ الزَّهرةِ المُنحنيةِ مِن كأسِ بلا ماء

وأنسُبُ أولادي لضَوْءٍ غريبٍ لَمَعَ مرَّةً في شَقِّ صخرةٍ أحبَّتِ الفجرَ فصارتْ طريقاً.


لا أستشيرُ ظَنِّي

أفتحُ البابَ بنزَقِ مُصَدِّقِ الإشاعات

أسافرُ /أقيمُ

أنحني/أستقيمُ

أتعرَّضُ للبرودةِ الشديدة

أتعرّضِ للحرارةِ الحارقة

للحنانِ

للقسوةِ

داخلَ غرفةٍ مغلقةٍ

داخلَ اسمٍ يتكوَّنُ من أربعةِ أحرف.


اسمُكَ

لمستي الخائفةُ

أُلفَتي المكسورةُ

البئرُ العميقةُ

التي أُلقي فيها أصواتي

أصواتي المضطربةَ/الحنونةَ/الخائفة

المخلوقةَ من إشاعةٍ قديمةٍ

سقطتْ من قلبٍ معتوه

ظنَّ أنَّ الحُبَّ بيت.


من كلِّ هذا الصَّمتِ البارد

المتدفِّقِ من عينيكَ في الصورةِ

أصمِّمُ ملابسَ سهري

وأبيعُها للرِّيح.


لقد تألَّمتِ الكلماتُ

تألَّمتْ

كما تألمتُ

وأنا أستدرِجُها لمَمَرٍّ مُغلقٍ

خالٍ من العُشب.


يدكُ حلْمُ الزَّهرةِ المُنتحرةِ

الصباحُ وقتيَ الذاهبُ في أساه.


الميااهُ التي قَلبَتِ القاربَ وحطَّمتْهُ

ظنَّتْ أنَّهُ ورقةٌ تائهةٌ

والغرقى كلماتٌ عاديَّةٌ

لنْ يسألَ عنها أحد.


























































































































































التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads