كَمَانٌ
محمَّد حِلمي الرِّيشة
-------------------------
لَكِ شَكْلُ المُوسِيقَى؛
يَصَّاعَدُ مِنْ حَسْرِ يَدَيَّ/
وَمِنْ خَلْفِي؛
أَوْتَارُ أَصَابِعِكِ النَّجْلَاءُ
تَسُوطُ:
كَمَانْ.
*
بَصَمَاتٌ مِنْ نَوْسَةِ ضَوْءٍ
فَوْقَ الصَّدْرِ/
وَتَحْتَ ظِلَالِ مُرُورِي؛
تَكْرُزُ كَرَزاتُكِ نَحْوَ فَمِي،
أَيْ نَحْوَ:
كَمَانْ.
*
يُزْحِفُنِي جَبَرُوتُ الضَّعْفِ؛
كَمِحْرَاثٍ يُسْهِبُ فِي سَهْلِ اللَّهْفَةِ/
إِذْ يَشْطُرُنِي حَدُّ أَنِينِكِ؛
هذَا المَشْدُودُ لِطَعْنِ الطُّعْمِ بِحَجْمِ حَنِينِي/
لِعُرْيِ:
كَمَانْ.
*
مُنْفَرِجٌ فَجْرُكِ ذُو السَّاقَيْنِ الخَيْلِيَّةْ/
وَكَذَا يَعْلُو بِنَوَارِسِ دَفْقِي؛
كَي تَهْبِطَ فَوْقَ مُبَالَاتِكِ عَطْشَى/
(أَيَّتُهَا السَّاحِرَةُ المُنْثَالَةُ طَلًّا)
بِرَشَاقَةِ دَنْدَنَةِ أَنَاكِ:
كَمَانْ.
*
أَتَذَوَّقُ، فَجِعًا، مَلْمَسَكِ الثَّرَّ/ أَنَا؛
نِصْفُ الدَّمْعَةِ، جَائِعَةً، فِي صَحْنِ نَشِيجِكِ
نِصْفُ الْقَطْرَةِ، دَائِخَةً، فِي حِضْنِ شِبَاكِكِ
أَبْكِي فَوْقَكِ؟ أَمْ
أَنْزِفُ فِيكِ عَلَى وَقْعِ:
كَمَانْ؟
*
عَرَقُ الْيَاقُوتِ..
زَبَدُ المُنْحَنَيَاتِ..
مَاءُ التَّحْنَانِ..
لَيْسَتْ تَكْفِي فِي سَطْرِ السَّاعَةِ إِمْلَائِي/
شَفَتَانِ تَشُدَّانِ:
كَمَانْ.
*
مَاذَا قُدَّامِي، حِينَ الأَحْلَامُ الرَّطْبَةُ
فِي عَرْشِ الرَّغْبَةِ تَتَلَوَّى بِنِدَاءِ ذِرَاعَيْهَا،
وَأَنَا أَغْلِي كَحَلِيبِ إنَاءٍ، وَأَفُورُ/
سِوَى أَنْ أَخْضَعَ
كَي أَرْضَعَ مِنْ ثَدْيِ:
كَمَانْ؟
*
الْوَقْتُ يُخَمِّشُنِي وَأَنَا أَتَصَفِّحُ أَجْنِحَتِي
فِي عُرْسِ فِرَاشٍ وَفَرَاشٍ؛
مَا شَكْلُ اللَّوْنِ؟ يُسَائِلُنِي شَغَبًا..
لَا رَدَّ لَدَيَّ/
أَعِيرُ الْأُذُنَ لِرَقْصِ:
كَمَانْ.