الرئيسية » » كَمَانٌ | محمَّد حِلمي الرِّيشة

كَمَانٌ | محمَّد حِلمي الرِّيشة

Written By هشام الصباحي on الخميس، 29 يناير 2015 | يناير 29, 2015


كَمَانٌ

محمَّد حِلمي الرِّيشة
-------------------------

لَكِ شَكْلُ المُوسِيقَى؛

يَصَّاعَدُ مِنْ حَسْرِ يَدَيَّ/

وَمِنْ خَلْفِي؛

أَوْتَارُ أَصَابِعِكِ النَّجْلَاءُ

تَسُوطُ:

كَمَانْ.

*

بَصَمَاتٌ مِنْ نَوْسَةِ ضَوْءٍ

فَوْقَ الصَّدْرِ/

وَتَحْتَ ظِلَالِ مُرُورِي؛

تَكْرُزُ كَرَزاتُكِ نَحْوَ فَمِي،

أَيْ نَحْوَ:

كَمَانْ.

*

يُزْحِفُنِي جَبَرُوتُ الضَّعْفِ؛

كَمِحْرَاثٍ يُسْهِبُ فِي سَهْلِ اللَّهْفَةِ/

إِذْ يَشْطُرُنِي حَدُّ أَنِينِكِ؛

هذَا المَشْدُودُ لِطَعْنِ الطُّعْمِ بِحَجْمِ حَنِينِي/

لِعُرْيِ:

كَمَانْ.

*

مُنْفَرِجٌ فَجْرُكِ ذُو السَّاقَيْنِ الخَيْلِيَّةْ/

وَكَذَا يَعْلُو بِنَوَارِسِ دَفْقِي؛

كَي تَهْبِطَ فَوْقَ مُبَالَاتِكِ عَطْشَى/

(أَيَّتُهَا السَّاحِرَةُ المُنْثَالَةُ طَلًّا)

بِرَشَاقَةِ دَنْدَنَةِ أَنَاكِ:

كَمَانْ.

*

أَتَذَوَّقُ، فَجِعًا، مَلْمَسَكِ الثَّرَّ/ أَنَا؛

نِصْفُ الدَّمْعَةِ، جَائِعَةً، فِي صَحْنِ نَشِيجِكِ

نِصْفُ الْقَطْرَةِ، دَائِخَةً، فِي حِضْنِ شِبَاكِكِ

أَبْكِي فَوْقَكِ؟ أَمْ

أَنْزِفُ فِيكِ عَلَى وَقْعِ:

كَمَانْ؟

*

عَرَقُ الْيَاقُوتِ..

زَبَدُ المُنْحَنَيَاتِ..

مَاءُ التَّحْنَانِ..

لَيْسَتْ تَكْفِي فِي سَطْرِ السَّاعَةِ إِمْلَائِي/

شَفَتَانِ تَشُدَّانِ:

كَمَانْ.

*

مَاذَا قُدَّامِي، حِينَ الأَحْلَامُ الرَّطْبَةُ

فِي عَرْشِ الرَّغْبَةِ تَتَلَوَّى بِنِدَاءِ ذِرَاعَيْهَا،

وَأَنَا أَغْلِي كَحَلِيبِ إنَاءٍ، وَأَفُورُ/

سِوَى أَنْ أَخْضَعَ

كَي أَرْضَعَ مِنْ ثَدْيِ:

كَمَانْ؟

*

الْوَقْتُ يُخَمِّشُنِي وَأَنَا أَتَصَفِّحُ أَجْنِحَتِي

فِي عُرْسِ فِرَاشٍ وَفَرَاشٍ؛

مَا شَكْلُ اللَّوْنِ؟ يُسَائِلُنِي شَغَبًا..

لَا رَدَّ لَدَيَّ/

أَعِيرُ الْأُذُنَ لِرَقْصِ:

كَمَانْ.
التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads