أَبْدَيْتُ بَعْضَ الْبَرْقِ مِنْ شَفَتَيَّ
-----------------------------------
محمَّد حِلمي الرِّيشة
--------------------------
مِنْ بَعْدِ عَامٍ، شِبْهِ عَامٍ
-----------------------------------
محمَّد حِلمي الرِّيشة
--------------------------
مِنْ بَعْدِ عَامٍ، شِبْهِ عَامٍ
يَخْرُجُ الْعُصْفُورُ مِنْ أَغْصَانِهِ
وَيَمِيلُ نَحْوَ نَوَافِذِ الْقَلْبِ المُغَطَّى بِالدُّخَانِ وَبِالْغُبَارْ
يَعْدُو لِسَارِيَةِ الزَّنَابِقِ وَالْعَنَاقِيدِ الْكِثَارْ
أَيَلُمُّ جُرْحِيَ مِنْ شَظَايَا الرُّوحْ؟
أَمْ رَحْمَةً بِالْوَرْدِ يَشْدُوهُ النَّهَارْ؟
إِنِّي انْتَظَرْتُ عَلَى هَوَاءِ اللَّيْلِ مَذْعُورًا
وَمَكْسُورًا كَأَطْرَافِ الْحِوَارْ
ثُمَّ كَاشَفْتُ الثَّوَانِيَ
رَغْبَةً فِي الْعُمْرِ
فِي شَغَفٍ
وَفِي فَرَحٍ إِلَى قَلْبِي يُصَارْ.
*
أبْدَيْتُ بَعْضَ الْبَرْقِ مِنْ شَفَتَيَّ
مِنْ عَيْنَيَّ
مِنْ سَطْرٍ دَفِينٍ فِي شِعَابِ الْقَلْب مَحْصُورٍ بِهِ
وَجَعٌ خَفِيٌّ مِثْلَ بَوْحِ الصُّبْحِ يُشْرِقُ سَهْمُهُ فِي الصَّدْرِ
أَعْرِفُ أَنَّهُ مِنْ قَبْلِ عَامٍ
يَخْرُجُ الْعُصْفُورُ مِنْ أَسْنَانِهِ لَبِقًا
كَقِدِّيسٍ/ كَطَاوُوسٍ يَجِيءُ وَلَا يَجِيءْ
أَ
شْرَبُ الْكَأْسَ الْأَخِيرَةَ مِنْ ضُلُوعِي كَيْ أَنَامْ
أَ
شْرَبُ الْكَأْسَ الْأَخِيرَةَ مِنْ ضُلُوعِي كَيْ أَنَامْ
مِنْ قَبْلِ عَامٍ، شَكْلِ عَامٍ، كَيْ أَنَامْ.
*
النَّوْمُ يَسْهَرُ مِثْلَ نَجْمٍ لَا يُغَادِرُ سِرَّهُ
النَّوْمُ يَسْهَرُ مِثْلَ نَجْمٍ لَا يُغَادِرُ سِرَّهُ
كُلُّ المَسَارَاتِ الَّتِي فِي الظِّلِّ مَا انْكَفَأَتْ عَلَى جَسَدِي
لِأَشْعُرَ فِي الْبَرِيقْ
يَبْقَى حِوَارُ الذَّاتِ مَفْتُوحًا كَفُوَّهَةِ الْحَرِيقْ
هذَا مَذَاقُ النَّرْجِسِ المَكْسُوِّ
أَلْعَقُ وَحْشَتِي مِنْ قَبْلِ عَامٍ
أَذْكُرُ صُورَةً فِي الضَّوْءِ مَا كَانَتْ
وَلَا حَتَّى تَكُونْ
هِيَ فِكْرَةٌ فِي الْحُلْمِ
تَبْقَى فِكْرَةً فِي الْحُلْمِ
حَتَّى لَا تَكُونْ.
--------------------------------------------
(مِن مجمُوعتي الشِّعريَّةِ: ثُلَاثِيَّةُ القَلَقِ)
--------------------------------------------
(مِن مجمُوعتي الشِّعريَّةِ: ثُلَاثِيَّةُ القَلَقِ)