الرئيسية » » ما الغِيَابُ ؟ | أحمد الشهاوي

ما الغِيَابُ ؟ | أحمد الشهاوي

Written By Lyly on الأربعاء، 24 ديسمبر 2014 | ديسمبر 24, 2014



ما الغِيَابُ ؟
ما الغيابُ ؟
سِوَى أنْ يصْمُتَ البَحْرُ
عنِ الكَلام
وأنْ يهْربَ الفِيلُ
من مِندِيلِهِ
وأنْ ينامَ النَّحْلُ
واقفًا
وأنْ يرْفُضَ المانْجُو
مبدَأَ التقْشِيرِ
وأنْ يُغَادِرَ شيخُ الحُرُوفِ
مِئذنَةَ الأبجديَّة
وأنْ يتجرَّدَ الأملُ
منْ سَريرِ يأسِهِ
وأنْ يلبسَ الشتاءُ
الأسْوَدَ
وأنْ يبيعَ العدَمُ
إرثَهُ فِي المَزَادِ
وأنْ تضعَ الأرْضُ أثقالَها
في حبَّةِ المَانْجُو
وأنْ يبيعَ النخْلُ أرْضَهُ
كمقْبرةٍ
وأنْ يطيرَ هُدْهُدٌ
نحَو شَاهدٍ
ويقْرأَ الفاتحَة
وأنْ تسْجنَ الرِّيحُ سمَاءَهَا
فِي قُمقُمٍ
وأنْ يخشَى الاسمُ على مصِيرِهِ
منْ همْزَةٍ
وأنْ يحمِلَ منْخُلُ الحرِيرِ
دقيقَ الأسْرَارِ في قِيعانِهِ
أنْ يسِيرَ العقيقُ الأحمَرُ
فِي الشَّوَارِعِ
دُونَ أنْ يخَافَ منَ الخطْفِ
أنْ تحملَ الرِّيحُ الرسَائلَ
لا الحمام الذي لا يجْرحُ القلبَ
أنْ نغلِيَ الحُبَّ في درجاتٍ
يضيعُ اللونُ فيها
أنْ تفكَّ الدَّائرةُ حِصَارَها
وتمنحَ شعبَها حُريةً بعدَ رِقٍّ طَويل
أنْ تُنصِّبَ الكُسُورُ نفسَها
مُلوكًا على ممالكِ الحِسَاب
أنْ يحْنِيَ هُدهدٌ قامتَهُ
كيْ تلبسَ بَلقيسُ قميصَها الحرِيرَ
أنْ تنامَ إبرةٌ على بطْنِهَا
كيْ تَمُرَّ الفراشَاتُ
أنْ يُفَسِّرَ الشَّيءُ نفسَهُ
على أنهُ لا شَيءَ
وأنه خفِيفٌ كنهديْنِ طائريْن
أنْ يمُرَّ الكونُ على صدْرِهَا فيُغْمَى عليْه
أنْ يمشيَ المَوْتُ في الشَّوَارِع
رافعًا علمًا فيه اللونُ أحمر
أنْ ينزفَ المِجْدافُ دمَاءَ غرْقَى
يحمِلُونَ رسَائلَ التودِيعِ من عُشَّاقِهم
أنْ يُعلنَ النسْيانُ نفسَهُ
سيدًا علَى الحُكْمِ
وأنْ يقُولَ الغيَابُ للغِيَابِ :
يا أنَا .
القاهرة
22 من ديسمبر 2014ميلادية
التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads