مازلت مستيقظا، المطر توقف قليلا عن التهاطل، أسمع ميادة الحناوي، وبين الفينة والأخرى أسمع صوت عجلات سيارة بعيدة تفلق الماء في الشارع، أسمع خطوات أحيانا، وهمهمات أو سعالا، لكنّ الذي يعطي لهذا الليل معنى أعمق بالنسبة لي هو نباح كلاب بعيدة يصلني مبلولا وشجيا وأبديا. إنها أشياء بسيطة، أن تسمع وتشم وتحس وترى وتحدس، دونها أكون ميتا. أعشق صوت ميادة الحناوي، آكل حلويات لذيذة في صحن بعثتها لي أختي، أدخن على ضوء الشاشة، وأخمن أن عينيّ تبرقان في العتمة الخفيفة كعينيْ ذئب خارج الغابة