إن شِئْتَ عَذْلاً فَاصْطَفِيهِ مُرَقًّقًا *** كنسيمِ صيفٍ في مساءٍ أَدْهَمِ
فالروحُ ثَمْلَى فِي هُيَامِ حَبِيبَةٍ *** وَسَقَامُ جِسْمِيَ في النِّهَايةِ مَغْنَمِي
كُـنْ بِي عَطُوفًا لا تُزِدْ نَارَ الهوى *** فالحب جَمْرٌ قَدْ تبعثرَ في دمِي
يـا عَاذِلي أنَا قَدْ جُنِنْتُ بِحُبها *** وَبَعُدْتُ عن رَغَدِ الحَياةِ المُنْعَمِ
أَحببتُ فِيها عِفَّةً لأميرةٍ *** وَأَريجَ ثَغْرٍ عَاطرٍ مُتَبَسِّمِ
وخِصَالَ حُسْنٍ لَو سَعَيْتَ لِعَدِّهَا *** لَرَجِعْتَ صَبًّا بِالحبيبِ مُتَيَّمِ
فَحَدِيثُهَا لَحْنٌ يُرَجِّعُهُ الصَّدَى *** ويَظَلُّ سَامِعُهَا يَقُولُ تَكَلَّمِي
وحنانُهَا نورٌ يُكَلِّلُ هَامَهَا *** حَتى وإنْ هَجَرَتْ دَعَوْتَ أَلا اسْلَمِي
هـيَ تَسْتَبيكَ بِلَحْظِها وشُموخِها *** وتشدُّ قلبَكَ للقَصِيدِ المُلْهَمِ
يـا صاحبي يومًا تَلاقَتْ أَعْيُنٌ *** وتصافَحتْ أَيْدٍ كِرَامُ الأُقْنُمِ
فـإذا سِهَامٌ في الفُؤادِ تَرَاشَقَتْ *** (كِيِبِدُ) يَعبَثُ فِي جِعَابِ الأسْهُمِ
فَأَطَلْتُ هَمْسِيَ للعيونِ بِأعْيُنِي *** وظلَلْتُ أشكو لِلْيَدينِ تَظَلُّمِي
وَدَعَوْتُ رَبِّيَ أن يَرُدَ عَذَابَها *** ويَجِئَ يَوْمٌ فِي رُبوعِيَ تَحْتَمِي