تجلس القرفصاء و تنهمك في العجين
يمط بين يديها لأعلي و لأسفل
و نظرة من الرضا و الشر المصفي
تملا عينيها المثبتة علي الباب الكبير
يخرج من بين يديها العيال و الطيور و القطط السوداء
كنت اختبأ في البئر القديم
و انا أراهم يملاون القرية و الحقول
رأيت امي تدخل من الباب و بكيت
هممت ان اناديها فصعقتني النظرة المعلقة بالباب
تاك تاك تاك
يروح العجين و يجئ بين يديها
يمتلا العالم بأطفال يحملون ذات النظرة
يتسع الباب الكبير و تضيع امي
يغوص البئر لأسفل و تتكسر بجدرانه أظافري
أخاف النظر لأعلي حتي لا يمسني العجين
و لما نظرت لأسفل وجدت ميتين طيبين
قلوبا مكسورة و عيالا تلعب
الشارع يكتظ بعالم من عجين
و مسجل مشروخ يغني اغنية قديمة
كلما سمعتها نمت في عيني بنفسجة ذابلة