الرئيسية » » أغنية وحيدة | علي الدكروري

أغنية وحيدة | علي الدكروري

Written By هشام الصباحي on الأحد، 6 ديسمبر 2020 | ديسمبر 06, 2020

 أغنية وحيدة 

           علي الدكروري



1



انظري

..خمسون عاما

 ليست فكرة سيئة تماما .

.يمكن

 أن أكتب قصائد من أجلك

 ولا أنهج  مثلهم ..

.ويمكن أن أحدثك عن التصوف 

..وما الذي يفعله العشق الأصغر 

بخائب مثلي

 ..يمكن أن أصف عينيك برشاقة

..وربما تضئ أصابعي كلما صافحتك

 وربما كلما قلت احبك .

.أجيب ..وأنا .. 

يمكن أيضا 

 ان اكون ماهرا جدا

.. نعم الهرب مهارة كبري

 والسكوت أيضا

  ساعة كاملة لم أحادثك

 فقط اقلب الهاتف في يدي 

كعملة قديمة

  ..حتي وان فشلت 

في اقناع أجزائي

 التي لاتغادرك 

 .. خمسون عاما

 تعني أن السنين متعبه 

..وأنها تحمل كيس الدواء

 ..وكيس الحنين

 ..وانها رفضت أن تكون أما .

.حتي لاتعيد النسخة الحائرة

للحديقة من جديد

 لماذا لم تقولي لي

 .انتظرني في ساحة عام ما .

...لايضير أن  أدخل البيت 

ولا ظل لي

 ..فقط أحبك كما أنت

 ..ولا أحبك كما أنا ..

 اللحية البيضاء والعصا الصفراء .

.ألوان كثيرة

 تقول انني لم أعد مغنيا .

..وأنت تلك الأغنية البكر .

.واللحن الأول ..

كل الورود تجيد الغناء ..

حتي لايفسد العبير أحد ..

ولأن العامة لايقرأون كتاب الندي ..

لماذا تظلين واقفة علي الباب ..

وأنا الذي أنتظر أن تفتح لي غفوة ..

أو ابتسامه ..

أحبك حين لاتنظرين لي .

.وحين تنشغلين بأشياء تافهة عني ..

وحين أقول لون الفستان جميل ..

وتحملين زجاجة الدواء

 الي امرأة 

تجلس بجواري ..

كل الأدوية التي عندك ..

ليست لي .

.وكل السهد الذي لدي ..

ليس لك ..

أنا الذي يركض خلف الدجاج

 كل يوم لأذكر دور الديك في فيلم ما ..

أو ربما تقول لي دجاجة تشبهك

 ..أحبك

 يا ذا السوالف المضيئة .

.أنا الذي يطارد الضحكة 

التي سقطت سهوا من شباك الجيران

 وهم مهمومون بصناعة ضحكات طويلة

 ..أحبك أيتها الطبيبة الطيبه ..

لأنك تجهلين ما القلب

 وما الذي يشفي اللهفة في يوم بارد كهذا ...

وما الذي يمكن أن تقولينه لمريض لايشكو شيئا سوي عينيك

...يمكن أن تقولي لي أحبك الان .

.تماما

تماما

وأنا منشغل بالركض

 خلف الدجاج هكذا




2




.لأغنية

 وحيدة تتعب العصافير 

..ولقطرة 

تقف الحشائش

 لأيام علي أصابع أقدامها ..

أشياء كثيرة تبني العالم 

..مثلا أن تدرك بعدما تكبر 

أنك كنت طيبا 

علي غير ماتظن

 ..أو تدرك أن البنت الوحيدة

 التي تحلم بها الان 

هي تلك البنت التي أحبتك

 ..ولم تحبها 

.أو تدرك أنك جمعت الكثير 

ولم يبق بين أصابعك

 الا الكثير مادام الكثير  مثلك .

كلهم يعرفون

 أني حين أتحدث عني فأنت هناك .

.وأن محبة ما 

جعلت البستان يتسع لأشجار كثيرة 

..وحصاد طويل .

.وأن نجمة تأتي كل مساء 

ومعها صديقاتها 

يتغامزن ..لأني دائما أكتب لي 

حتي وان لم أفعل

الريف  الذي أنبت أرواحا صغيرة ..

جعل الشمس تطاردنا 

..لأن  الظلال لهم

..و نطارد الليل

 لأن كل البيوت لنا

.ومثل عيدان القمح

 كنا نضحك فتضج السنابل ..

ونحزن فتتساقط الأوراق ..

فقط في الريف لم نتعلم التمثيل 

..ولا جربنا أن نقفز في سيارة

 ونقود ونحن نبكي 

لأن حبيبة خدعتنا .

.ولا تحدث أحدنا عن الورود .

.قبل موعد غرامي

كل ادوار البطولة

 لم تمر من هنا 

..لأن الأبطال لايحبون التلفاز

ونحن مثل كل الطيور

  لانحفظ سوي تلك الأغنية 

 وليست لنا كلمات أخري في الأدراج..

وليس لنا باب آخر 

نخرج منه كلما غضبنا .

.كل شئ واحد ووحيد.

 .اكوان كثيرة تربط قلبي  .

.لعل أكبرها أني أراك من هناك .

 ..والطريق الذي يمر من هنا( لبرية لاصيفر )..

صدقني أنا لا أعرف ما الطريق .

.ولا.كيف تحتمل قطعة 

تحملها كقلبك

  كل تلك الحقول

..ولا ماذا أكتب ل(وحيد الطويلة)

ولا كيف أفلتت أشواقك 

من ذئاب المدن 

وظلت توزع الحلوي 

علي الأطفال..

وتهدهد الغرباء .

.أنت أيها الغريب قاربت أن تصبح القاهرة .

.وأنا كقرية صغيرة

 أراقبك من نوافذ الروح 

..لعل ناصية تمر علي( أبوغنيمة )

:فينفجر الحنين

التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads