الرئيسية » » غضبي يعمل الآن بقوة | غادة خليفة

غضبي يعمل الآن بقوة | غادة خليفة

Written By هشام الصباحي on الخميس، 28 أغسطس 2014 | أغسطس 28, 2014

سألتني مديرة المدرسة بصوتٍ هادر: إيه اللي طلَّعك من السلم دة؟ 
فقدتُ صوتي، ونظرتُ إليها بخوف دون أن أرد، يد المُعلمة كانت أسرع من صوتي، وهي تنزلُ على خدي فجأة، الدموعُ انفجرت، لكنني لم أنطق. 
قبل أن أصل إلى الفصل مسحتُ آثار الوجع، وجلست في مكاني مثل كل يوم.
لم أغضب من المديرة ولا من المعلمة، ولم أجلد ذاتي التي لا تحسن التصرف.

لم أغضب لأن الغضب معطل لديَّ، هذه الآلة لا تعمل ابدًا؛ لذلك تذهب المشاعر كلها إلى باب الوجع.

تقول زميلتي:"انتي نحنوحة"، تتصور أنني زائدة اللطف دون مبرر، أبتسم وأتحرك كأنني داخل فيلم كارتون، كأن الموت لا يتحرك بالقرب مني، وكأنَّ الأسى لم يتعرف عليَّ ابدًا. زميلتي يتحرك غصبها زاهيًا وحيًا حولها، يظهر في حركة جسدها، وفي صراخها المفاجيء.
غضبي المريض لم يسمح لي بالصراخ بها: "لاتصدقي عينيك، كل هذا الوهم لم يحدث أبدًا".
لم تعد صديقتي صديقتي، أقصد لم أحاول أن أتحرك معها من مربع الزملاء إلى خانة الأصدقاء، وضعتُ بعد اسمها نقطة وتجاوزتها مثل سطر انتهيتُ من كتابته.

أكتب كل ذلك لأقول لك: شكرًا، غضبي يعمل الآن بقوة.


التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads