غرفة للشتاء
أشخاص المدن الصغيرة في أوروبا
الذين يتقنون كل شيء
المزيد من الدقة و الاستعراض
والابتسامة التي تنحني على النفس المغمورة
كأن هناك أحداً يرى و يراقب
أحداً لا يظهر إلا ّعند الحاجة إليه
قال لي أحدهم
"ابني مريض هناك في العاصمةً
لا يتذكرون العاصمة
إلا عند قدوم المرض
الضيف الثقيل الذي يسافرون
من أجل لقائه
يلتقون عند مفترق الطرق الهادئة
أناقة النزهات القصيرة
"مساء الخير"
يقولونها بصفاء الكلمة الأخيرة
ثم يمضى كم منهم في طريقه
ينظرون إلى كل شيء بعين خفية،
نظافة الأحذية،
المدفأة،
خرير المياه فوق السطح
في العطب الذي أصاب الباب
وحشائش الحديقة .
ويخصصون غرفة في البيت
لخشب الشتاء و النبيذ
للدفْ والاحتفال
الشتاء الذي يعيش طوال العام
داخل هذه الغرفة .
شرفاتهم مفتوحة باستمرار
في انتظار أحد في نهاية الطريق
يثنى على الحياة التي ضاعت
بين جدران مدينة صغيرة
ويتبادلون معه
صمت أعوام فائتة