الرئيسية » » معجزة صغيرة | جميل عمامى

معجزة صغيرة | جميل عمامى

Written By غير معرف on الاثنين، 27 مايو 2013 | مايو 27, 2013

معجزة صغيرة


في البرية أستيقظ دوما مع الفجر
كي أتأمل خطوات الصبح الأولى
على جبين الكون.
كي أحرس غفوة الأشياء في مهاجعها
يقظة الأشكال في براءَتها الأولى
و هي تبوح بأسرارها للندى
***           
في البرية عند الفجر
أرى ما لا يرى
أرى أخوة الضوء والظل للماء
لكل الأشياء عند الفجر
خزائن ملئ بالتفاصيل الصغيرة
و الألوهة الضائعة.
إنها حكمة الوقت و اللحظة الكاشفة.
***         
في البرية أستيقظ دوما مع الفجر
كي أحسن النظر في غيمة نائمة
في حضن عشبةٍ شاردة
حين يستيقظ الضوء
تبدل الغيمة أثوابها
تخبئ هواجسها في تفاصيل العشب
وترحل لتحية موكب الأبدية .


كان يمكن أن أكون
كان يمكن أن أكون
على غير ما أنا عليه اللحظة
كان يمكن أن أكون حكاية ترويها الجدات
كلما داعب أجفان أحفادهن النعاس في ليل ثقيل.
كان يمكن أن أكون خفقة منديل وداع في يد عاشق
كان يمكن أن أكون هواء يتوغل بين أصابع عازف
فتنهمر الموسيقى أنهارا من الوجع المخبأ.
كان يمكن أن أكون أغنية بدوية
تزهر على شفاه مزارعين بسطاء
تلفح ظهورهم شموس حارقة.
كان يمكن أن أكون ...
غير أني لست شيئا آخر
غير ما أنا عليه الآن.


سيرة

أسوة بالنبئين و القديسين الحيارى
سأوقد خشبي القليل
هو كل ما تبقى لي من عائلتي
صرة زادي قطعة جبن و خبز منقوع بنبيذ أمسي
.....................................
.............................
............
أما النار التي تضيءُ كل هذا الخلاء
فهي طريق غدٍ أتكشفه اللحظة.
على حافة نهر يحفر مجراه
أسميه سيرة
لم أكنها كما ينبغي.

مخاتــــلة 



هنالك أشجار أغصانها الطرية تنمو كل صباح 
لأن ثمة أعشاش تدرب فراخها على الطيران.
هنالك موسيقى من الذكريات تسيل بين التلال الفسيحة 
لأن ثمة قصائد نثرية شفافة لا خواتيم لها.

هنالك نجوم موقدة في السماء الوسيعة 
لأن ثمة أحد ما يجوب الخلاء وحيدا  
هنالك ريح عصية ترحل نحو الجنوب بلا رأفة
لأن ثمة شمال يفيض بليله على الغرباء.
هنالك شمس تشرق مرة كل يوم و تشتد عند الظهيرة
لأن ثمة سنابلُ نديةٌ خضراءُ في الحقول و أفواه جائعة.
 

هنالك نهر حزين يسيل ببطء تحت ضوء القمر
لأن ثمة على ضفتيه نوافذ للشعراء.
هنالك موعد حب يهيم وحيدا بلا هدف في الشوارع
لأن ثمة فوق السحاب بريد يطير إلى جهة ثالثة.

في الحقيقة لم يكن ثمة أشجار ولاموسيقى 
لانجومٌ لا ريحٌ لا شمسٌ لاسنابلُ لانهرٌ يسيل تحت ضوء القمر
لم يكن ثمة شيءّ .
فقط كان ثمة بحيرة راكدة من الكلمات 
تشعُّ مضيئةً ليل الشاعر. 




التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads