ونحن الذين قدمنا من حيث لا نعلم
نحن إلى حيث لا نعلم
ونطلب العلم حثيثا على أثر الراحلين
نحن خلفكم ننتظر
نحاول كبهلوان محترف
أن نقلد خطوكم
حركة أجسامكم
أصواتكم وتعابير وجوهكم
علنا نصل مثلكم
إلى حيث أنتم الآن
نحن لا نعرف
قد نكون اتخذنا الطريق الخطأ إلى حفرة في الأرض
لم نقع فيها بعد لكننا في الطريق
أي شيء ينتظركم ينتظرنا
ومن أجله نحاول أن نحترف التقليد
التقليد الذي ليس أعمى بالضرورة
إذ نرى
نراكم
في كل لحظة
نتحول
إلى أنهار جوفيه
كلما فقدناكم
إذ نبكي للداخل أكثر
مع كل طلعة أنتم فيها السابقون
ينحفر خط من ملامحكم
على وجوهنا
هناك ابتسامة سقطت على الطريق
فالتقطها
أيها الوجه
امضغها جيدا
لُكها مرارا
اتركها تسبح في لعابك الثري
ببسمة سقطت
وتنتظر
فالتقطها
سأبتعد قليلا
سأشيح بوجهي في الاتجاه المعاكس
ثم التفت فجأة
لأراك مجددا
عندي أطفال رائعون
كان ينبغي ان تقابلهم ذات يوم
لكنك منشغل الآن
بالانتقال إلى رحلة جديدة
لا أريد أن أعيق طريقك
بخفة ألوح لك
وبابتسامة باهتة
كنت أتمنى أن ترى أطفالي
كنت ستفرح جدا
لكنك الان تفرح
على كل حال
وأطفالي لن يسألوني عنك أبدا
ربما الأفضل ان مرت الحياة هكذا
بما أن الرب قال إن ذلك حسن
هكذا أيضا تنتقل التعابير
من جملة إلى جملة
هكذا تُنتزَع الحروف من أبجديتها
كل مرة
لتكتب كلمة
أو تنطقها
هذا الهواء صفحة كبيرة جدا
وهذا المعنى ينسل من مبناه
يدخل ماءه
هل كان الجسد سوى استعارة لك؟
الآن أنت تأخذ موقعك من الصورة الكلية
في مشهدية القصيدة
ونحن
إذ تتؤثر التورية بجسدك
ننصت لك.