الرئيسية » » ساعة كتابة لروح شاعرة ما على الطرف الآخر من النهر الآن | هدى حسين

ساعة كتابة لروح شاعرة ما على الطرف الآخر من النهر الآن | هدى حسين

Written By هشام الصباحي on الخميس، 9 مايو 2013 | مايو 09, 2013

مشهد



ونحن الذين قدمنا من حيث لا نعلم

نحن إلى حيث لا نعلم

ونطلب العلم حثيثا على أثر الراحلين

نحن خلفكم ننتظر

نحاول كبهلوان محترف

أن نقلد خطوكم

حركة أجسامكم

أصواتكم وتعابير وجوهكم

علنا نصل مثلكم

إلى حيث أنتم الآن

نحن لا نعرف

قد نكون اتخذنا الطريق الخطأ إلى حفرة في الأرض

لم نقع فيها بعد لكننا في الطريق

أي شيء ينتظركم ينتظرنا

ومن أجله نحاول أن نحترف التقليد

التقليد الذي ليس أعمى بالضرورة

إذ نرى

نراكم

في كل لحظة

نتحول

إلى أنهار جوفيه

كلما فقدناكم

إذ نبكي للداخل أكثر

مع كل طلعة أنتم فيها السابقون

ينحفر خط من ملامحكم

على وجوهنا



هناك ابتسامة سقطت على الطريق

فالتقطها

أيها الوجه

امضغها جيدا

لُكها مرارا

اتركها تسبح في لعابك الثري

ببسمة سقطت

وتنتظر

فالتقطها



سأبتعد قليلا

سأشيح بوجهي في الاتجاه المعاكس

ثم التفت فجأة

لأراك مجددا

عندي أطفال رائعون

كان ينبغي ان تقابلهم ذات يوم

لكنك منشغل الآن

بالانتقال إلى رحلة جديدة

لا أريد أن أعيق طريقك

بخفة ألوح لك

وبابتسامة باهتة

كنت أتمنى أن ترى أطفالي

كنت ستفرح جدا

لكنك الان تفرح

على كل حال

وأطفالي لن يسألوني عنك أبدا

ربما الأفضل ان مرت الحياة هكذا

بما أن الرب قال إن ذلك حسن



هكذا أيضا تنتقل التعابير

من جملة إلى جملة

هكذا تُنتزَع الحروف من أبجديتها

كل مرة

لتكتب كلمة

أو تنطقها

هذا الهواء صفحة كبيرة جدا

وهذا المعنى ينسل من مبناه

يدخل ماءه

هل كان الجسد سوى استعارة لك؟

الآن أنت تأخذ موقعك من الصورة الكلية

في مشهدية القصيدة

ونحن

إذ تتؤثر التورية بجسدك

ننصت لك.



التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads