عصر الكوكتيل
أسعد الجبوري
الكرسي فارغ من السكان..
الوردةُ فارغةٌ من الشمس والأزياء.
الاكواريومُ فارغٌ من الأنهر والطواطم والمارة.
النصُ فارغٌ من الحشرات والقرود والدمى.
البردُ فارغٌ من صفاته المكتبية .
كذلك الجرسُ ،
كهفٌ لمنتهى الأرواح والكاتدرائيات والمدارس الحاضنة
للمردة والأغاني والمصاطب الملتصقة بالعظام
ومخابر الذكريات بعد آخر كأس من النبيذ.
لا نهاية للفراغ في الشطرنج.
لا تكافؤ للفرص في الكتابة ،
كما لا استقرار للموتى في المدافن.
الفراغُ من أعضاء الجسم.
نزرعُ فيها خلايانا ،
للاجتهاد بما نلاقيه من ظلام وبكتيريا
ورقص بالغ الصغر في الأحذية والسَمندَل
والعواطف.
س/كم يلزمكَ من مواد لتصبح طيراً ؟
ج/يلزمني الكثير من العمر والعنب .
س/كأن تريد تكون حلاق سكارى في منتهى كل زجاجة !
ج/المهم تحطيم رحم البلاد الزجاجي.
س/هل كنت هناك؟
ج/ربما . فالمرء سمكٌ سابحٌ في العمر كما يقال!!
س/ويذهب لرؤية مفرداته في علب الأفلام المدنسة.
ج/تَبّاً للرماد وهو يملؤك بالشحوب.
س/ أراك هاتفاً للهدوء بأرقام ر يختر.
ج/، ويمضي بيّ إلى أعالي التعليم المختلط: في مداجن الديمقراط .
في معاش الخمر التقاعدي. في قماش التراث وحركات البنزين.
س/هل أنتَ ملاح من جماعة الجو ؟
ج/لا ليس بعد . أنا الآن مؤلفُ ضبابٍ من عصر الكوكتيل.
نرسمُ للاستواء خيطاً .. ونتأرجح.
تحت ملابسنا البراقة ، أجسامُ الفلفل.
وعقاربُ الساعات الضالة على طول الصحارى الأرواح الأوراق والرحلات المكوكية نحو القمر وتوابعه من نسل الانفجار العظيم.
ثمة شيطان . ثمة سكرتيرة.
وكلاهما يتدهور تحت ملابسه ، غارقاً بطوفان ما يدعى بثمالة الجاز أو مستنقع الذنوب.
الفراغُ يُشخصُ الفراغَ بخبرته . والكبشُ الرومانسي على واجهة الشاشة ، يستعرضُ السكاكين بقرونه،
ولا يعبأ بالبكاء الظاهر من ثقوب النسوية.