من أجل ألا نخطيء
صبحى موسى
صديقتي الجميلة
أعلم أنك
في هذا الوقت المتأخر
تستعدين لممارسة البغاء
كفراشة تسعى نحو الضوء
مختصرة عشرين ألف متر
من النهاية المفزعة
نحن الآن
لسنا على سرير واحد
ولم نبتدئ الكلام بعد
لكنك غاضبة
وتكثرين من المشي في الطرقة
مشعلة سيجارة
ونافخة في الغبار على الحوائط
كأنك
تستعدين لمعركة
سأخذ رشفة من فنجانك البارد
وبعضاً من الكعك المعد لليتامي
وأسيركل صباح على أصابعي
لأنني أرغب في تعلم الباليه
ورقصة العصا
وأكره الاستيقاظ المبكر
عما قليل سيصيح بائع اللبن
وسيدة الخبز
ونكرات كثيرون مثلهم
سيمرون من أسفل الشرفة
ولن أمعن التدقيق في ملامحهم
لأنني سأكون مشغولاً
بطائريسعى لقتل أبنائه
من أجل اختراق ثقب وحيد في نافذة
أستعد الآن للذهاب إلى الحضرة
كل ما فيها أخضر وجميل
ورائحة المسك التي تفوح من يد سيدنا
أفضل من عطور باريس قاطبة
أما النوى
فذالك ما لم أستطع الوصول إليه
أختار تسريحة شعري
مجعدة كما تعرفون
أختار لون ملابسي
جميعها رمادي
وأغلبها يميل للحزن
أختار فتاة عمري
وأقف بالساعات
أمام المرآة من أجلها
وللآن
مازالت يدي تتردد
كلما حاولت الاقتراب منها
للسير في الطرقات الجانبية
متعة لا يدركها إلا العارفون
فجميعها مظلم
ورائحة البرودة تفوح من أسفل أبوابها
والسكارى
هؤلاء الذين أدمنت الحديث معهم
يخشى المخبرون تتبعهم
في مثل هذا الوقت
حين قال صاحبي أن أمه ماتت
كتمت ضحكة بداخلي
لأنني أعرف أنها
تتحسس أماكن الصبية
وتفضل الرهان على
أكبر خاسر فيهم
واليوم
اليوم فقط
أعلنت الجرائد أنها
أفلست تماماً
من أجل ألا يخطأ الأبطال في المعركة
طرزت الأمهات ستراتهم بالنايلون
واستعد الأطباء بماء يشبه الدم
لكنه أخضر
وذا ملامح تبقى طويلاً على الرمل
وهنأهم القائد
بأننا جميعاً خلفهم
لذا
حين انهزموا
لم نستطع الوصول إليهم
في العاشرة مساءً
كان الرجل المعروف
بعلاقته مع الأمريكان
يكتب في دفتر مذكراته
أن الحبيبة وصلت في ميعادها
وأن أباه كان متسامحاً
ولا يضيع فرضاً مهما طال أمده
وأن الماء
ذلك المعروف بـ (كب يد ألف اتنين)
آخر شيء نزل على وجهه
أو نزل وجهه فيه.
الرسالة التالية
لم تكن من حبيبته في روما
ولا من أخته في باريس
أو جده في لندن
لكنها كانت من عدوه
في واشنطن.
حين نزلت الصاعقة
تأخر في صلاة الفجر
وقرأ الفاتحة
لخمسة من المصلين
والتبس عليه الأمر كثيراً
حين أدرك أن الإمام
كان يبول على نفسه.