الرئيسية » » خلف هذه الكراسة | غادة خليفة

خلف هذه الكراسة | غادة خليفة

Written By هشام الصباحي on الأحد، 2 ديسمبر 2018 | ديسمبر 02, 2018

خلف هذه الكراسة يختبىء جيش من الكلمات، تقول واحدة: "قدمي عرجاء ومتعبة"، كلمة تشد شعرها، وكلمة جوارها تضحك وهي تلضم حروفها بطرق مُحرّمة.اذهب بي إلى الموسيقى أيها الحب، جيشي يضيع وأنا أتسلل تحت سريرك في الليل.كن معنا يارب وانقذنا من ملائكة شفافة تنام داخل حناجرنا وتلطخُ وجوهنا. اذهبي عني أيتها الإيروتيكا، أريد أن أكتب عن أمي وعن النساء اللاتي يصرخن من عبء الأنوثة.***أمي لم تقم ببتر قطعة صغيرة من جسدي، لكنها قطعت الخيط الواصل بين جسدي ومشاعري.كتبتْ على جسد الطفلة التي كنتُها "هنا شرٌّ مستطير، هذا عدو لكِ ولنا".لا تصرخي يا أمي، العار لن يمس اسمك أبدًا، توقفي عن الكلام، ابنتك ترتجف في الزاوية.  صورتك وأنتِ تلطمين وجهكِ ستتحول إلى فيلم رعب.  اتركي لها فرصة واحدة للابتهاج بجسدها.أتوسل إليك أن تهدأي الآن، هذه الصغيرة تستحق جمالها.***حزني يضيء في النور، لا أريد أن أُشفى، أريد إخفاء مرضي فقط. أنا ممتلئة بالعصير مع أنني قديمة. جئتُ إلى العالم بساقين تالفتين، هذه الحياه ثقيلة وظهري يؤلمني.بكم هذا البحر يا عم؟ أريد واحدًا أكبر، هل لديك ألوانٌ أخرى؟لا بيت لي لألصقه جوار أختي، لا أخت لي لأصنع بها بيتًا.ما أكتبه لا يستطيع الوصول إلى ما أرغب في كتابته.
......
x
x

التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads