الرئيسية » » الشاعِرُ الطيِّبُ والساحِرُ الجَوَّالُ | يونان سعد

الشاعِرُ الطيِّبُ والساحِرُ الجَوَّالُ | يونان سعد

Written By موقع يوم الغضب on السبت، 21 أبريل 2018 | أبريل 21, 2018

      الشاعِرُ الطيِّبُ والساحِرُ الجَوَّالُ  | يونان سعد








لو لم أكن شاعِرًا

كُنتُ سَأصْيرُ سَاحِرًا جَوَّالًا

سَاحِرًا من النَوْع التافه  يُحِبُ أن يُضحِك الناسَ

على أن يُبْهِرَهُم


كُنْتُ سَأحْمِلُ كُشْكِيْ

وألُفُ به القُرَى الحَزانى

على كُعوُبِي ليَلَ نَهارَ

كُشْكَي هذا

بِكُلِ ما فيْه من الأرانِبِ الدَوَّارَةِ

الجَوَارِبِ المشَّاءَةِ

والهَوَاءِ الفِضِّي الذي يَتناثَرُ في ذراتٍ 

ويَتهَادَى قبل أن يَهبِطَ على رِئاتِ الناسِ

صانعِ الحَفْلاتِ النَجْميِّة والألعابِ الناريةِ

تَحْت الضُلوُع

كُشْكِي الصغيرُ بما فيه  من شَياطيْنَ صَغيْرةٍ

يدورون حَوْلَ الجَمْعِ

فتمر المناديلُ الحَريْرُ على الشفاه فالشفاه

يحجبون الوقت ويهيلون على الأجساد الغيْمةً

 المُزهِرَة

الهَواءُ ضَبابِيٌ أيها الحَمْقَى الطيبون

والجًوُ صافٍ لاختِطافِ القُبَلِ


كُشْكِي بمن يَطفْنَ حَوْلَهُ من عاهِراتِ الجِن

ليلَ نهارَ

يَمْنَحْنَ الحُبَ مَجَّانًا ويَأكُلْنَ النُقْطَةَ السَوْداءَ

في قيْعانِ القُلُوبِ

 لو لم أكُنْ شَاعرًا 

كُنْتُ سَألُفُ البِلادَ بِه

وأسُبُ إيمَان القَصَائدِ

تَمْنَحُ النَّاسَ الجَنَّةَ 

وتحفظ المفتاح في خَزانةِ نهديها

سَأتوُبُ يَوْمًا ما

وأصيْرُ سَاحِرًا جَوَّالًا

لا يَقدِرُ أنْ  يَمْنَحَ الخُلُودَ للزَيْتِ في قِسْطِهِ

وللعَجِيْنِ في مَاجُورِه

لكنه يَستَطيْعُ أنْ يُبَلِّلَ قَلْبَ أرْمَلَةٍ جَائِعَةٍ

إذا  أَحاطَها بُغلالَةٍ مِنْ الماءِ

واقْتَادَهَا في جُنْحِ الليْلِ إلى قِسْطِ الزَيْتِ

ومَاجوْرِ العَجْينِ في خَزَائِنِ المُرابْينْ ومَطْبَخِ الجُنودِ

فَهُم لا يبُصِروْنْ



أصَابِعيْ تلك

سِأمَنحُها فًرْصَة للتَسَلُلِ

إلى مَنَابِرِ الدَوْلَةِ

والتَحَرُّشِ بالسَاسَة ِفي حَضْرَةِ الجُمْهُورِ



سَأشُدُ زِنَّارَ اللَيْلِ

سَأَفْتَحُ قَمِيْصَهُ ليُبِيْنَ عن النَهَارِ

سَأحْفَظُ الوَرْدَةَ لِصَاحِبِ الوَرْدَةِ

والقَمْيصَ لِصَاحِبِ القَميْصِ

وصَكَ الأَرْضِ للعابرين عَليْها

بأَصَابِعِي هذه

أَخشَى أن يَكُونَ الأوَاَنُ قد فاتْ

للقَفْزِ إلى مِهنَةٍ أُخْرَى

أَصَابَنِيْ الوَهَنُ

وَيَدَايَ تَرْتَعِشان مِنْ فَرْطِ الكِتَابَةِ





التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads