الرئيسية » » مقامات صَدَف | عفت بركات

مقامات صَدَف | عفت بركات

Written By هشام الصباحي on الاثنين، 29 مايو 2017 | مايو 29, 2017

مقامات صَدَف                                          عفت بركات

" أيظنُّ أنِّي ....."*
تحملني موسيقاها
لشوارعَ مدَّثَرةٍ بلون الفجر ،
وجنِّياتٍ تتناثرُ بين زبدٍ ،
وغيومٍ تحاصِرُ ،
وبائعِ جرائدَ " كليوباترا"* ..
إذ يتسعُ لزبائنَه كلَّ صباح ٍ ،
لعالمٍ قديمٍ ،
حيثُ أمواجُ "عزبةٍ" *،
وأطفالُ "أبو صالحة" *،
وزملاءٌ تواطؤوا .
     ،،،
و" اليوم عاد كأنَّ شيئًا لم يكن .. "*
مدينتي :
تركنُ لنومٍ طويلٍ  ،
أبوابُّها الموصدةُ تصحبها
لعالمٍ أصمَّ ودماءٍ باردةٍ  ،
تسير بظهرِها للبحرِ ،
تخافُ بَلَلا لروحٍ ..
آنَ لها الابتهاج  ،
تُحيلني لماضٍ أليمٍ  ،
لطفلةٍ فارقتني بعنفٍ  ،
ولم أستطعْ  نسيان  .
           ،،،

" حملَ الزُّهور إلىَّ ...."
كيف تملكين كلَّ هذا السحر .. 
وتتركيني معلَّقةً بين سماءٍ وقلق ؟
أكانَ علىَّ :
أنْ أدخلَ أبوابَ " الطابيةِ "
في آنٍ واحدٍ ،
أُسائل " الصهريجَ " عن ساحرةٍ
تتربصُّ كلَّ صباحٍ ،
تلقيني بشررٍ فأظلُ خائفةً  ؛
وأهجرُ
أصدافي
معذَّبةً ؟
لمْ يستطع الفنارُ
إيقاعي في عشقِ رمالِ البوغاز ،
تركنِّي أعبُرُ من زبدٍ لسماواتٍ .
وأستجيرُ
بالغياب .
           ،،،
" ما عدتُ أذكر والحرائقُ في دمي "*
أيُّها البحرُ استدِرْ ،
تمدد في رئتيَّ كثيرًا  ،
أيُّها الممسوسُ بي  :
وحدى أرتِبُّ يُودك .
كنجومٍ  أُشعلُ متطفلين  ،
أتكسَّرُ زَبَدًا هَشًّا  ،
ألملمُ ما تَبَقَّى من قلقٍ ،
وأغلقُ
النَّهارَ
خلفي . 
        ،،،
" خبَّأتُ رأسي عنده "
الحبيبُ الذي : 
ظلَّ مُتخَمًا بقصائدَ وكتبٍ تُخان ،
يُطلُّ من نافذة ٍأخرى ؛
ليقدِّمَ  القصائدَ مطهيَّةً ،
هل من جائعةٍ 
لعشقٍ  قديم ؟
عاشقةً لازلت ،
الصخورُ عاهرةٌ ..
تقاسمني وهجَ الحبيبِ ،
وكنتُ أظنُّه متيَّمًًا ،
لن أغفوَ :
على صوتِ نوارسه الآن ،
ولن يرضى عنِّي بديلًا  .
          ،،،
" سامحتُه وسألتُ عن أخباره .."
و كرِهتُ غبائي ،
إذ أسلمني لمرضى كثيرين ،
أنحني لمصابيحَ  تحنُو ..
على مَنْ هجروا الدِّفءَ ...وثارُوا  .
أتهيَّأُ لإشاراتٍ تزرعُ  أمامي
طفلةً في الخامسةِ تمد يدًا ،
وبالأخرى تسحبُ روحي ،
أرتِّبُ 
أوزاري
وأرواحًا
غادرتني ...
أيُّها الربُّ :
لسمائي يعرجون بلا خجلٍ ؟
لِـمَ : يتقنون العبثَ بملكوتي
أليسَ البحرُ لي وحدي
وجميعُهم
صَدَفْ  ؟!
         ،،،،
"وبدون أن أدري تركت له يدي .." *
فأنا امراةٌ ...
تكتظُ بأحلامٍ ومواعيدَ
لستُ مغريةً لخوضِ تجربةٍ .
وليِّ رجلٌ :
ندخنُ الحُزنَ معًا
نرتبُ أوجاعًا مزمنةً ،
يَعلَق بذيلي كطفلٍ تائهٍ ،
يبعثرني ..لجنِّياتٍ ماكراتٍ
وينحتُ
أوطانًا ...
تُشْبِهُني ،
يمطرني بأنواءٍ وصَدَفٍ ،
وتأتيه فراشاتي  طائعة ً.
" كم قلتُ أنِّي :
غير
عائدةٍ
 له " *

إحالات  :
الأبيات : من قصيدة أيظن لنزار قباني
أبو صالحة : مدرسة تعينت فيها الشاعرة بمدينتها  .
كيلوباترا : منطقة بحى شرق بالاسكندرية .
الطابية : طابية عرابي  بدمياط والصهريج جزء من الطابية .


التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads