مقامات صَدَف عفت بركات
" أيظنُّ أنِّي ....."*
تحملني موسيقاها
لشوارعَ مدَّثَرةٍ بلون الفجر ،
وجنِّياتٍ تتناثرُ بين زبدٍ ،
وغيومٍ تحاصِرُ ،
وبائعِ جرائدَ " كليوباترا"* ..
إذ يتسعُ لزبائنَه كلَّ صباح ٍ ،
لعالمٍ قديمٍ ،
حيثُ أمواجُ "عزبةٍ" *،
وأطفالُ "أبو صالحة" *،
وزملاءٌ تواطؤوا .
،،،
و" اليوم عاد كأنَّ شيئًا لم يكن .. "*
مدينتي :
تركنُ لنومٍ طويلٍ
،
أبوابُّها الموصدةُ تصحبها
لعالمٍ أصمَّ ودماءٍ باردةٍ ،
تسير بظهرِها للبحرِ ،
تخافُ بَلَلا لروحٍ ..
آنَ لها الابتهاج
،
تُحيلني لماضٍ أليمٍ
،
لطفلةٍ فارقتني بعنفٍ
،
ولم أستطعْ نسيان .
،،،
"
حملَ الزُّهور إلىَّ ...."
كيف تملكين كلَّ هذا السحر ..
وتتركيني معلَّقةً بين سماءٍ وقلق ؟
أكانَ علىَّ :
أنْ أدخلَ أبوابَ " الطابيةِ "
في آنٍ واحدٍ ،
أُسائل " الصهريجَ " عن ساحرةٍ
تتربصُّ كلَّ صباحٍ ،
تلقيني بشررٍ فأظلُ خائفةً ؛
وأهجرُ
أصدافي
معذَّبةً ؟
لمْ يستطع الفنارُ
إيقاعي في عشقِ رمالِ البوغاز ،
تركنِّي أعبُرُ من زبدٍ لسماواتٍ .
وأستجيرُ
بالغياب .
،،،
" ما عدتُ أذكر والحرائقُ في دمي "*
أيُّها البحرُ استدِرْ ،
تمدد في رئتيَّ كثيرًا
،
أيُّها الممسوسُ بي
:
وحدى أرتِبُّ يُودك .
كنجومٍ أُشعلُ
متطفلين ،
أتكسَّرُ زَبَدًا هَشًّا ،
ألملمُ ما تَبَقَّى من قلقٍ ،
وأغلقُ
النَّهارَ
خلفي .
،،،
" خبَّأتُ رأسي عنده "
الحبيبُ الذي :
ظلَّ مُتخَمًا بقصائدَ وكتبٍ تُخان ،
يُطلُّ من نافذة ٍأخرى ؛
ليقدِّمَ
القصائدَ مطهيَّةً ،
هل من جائعةٍ
لعشقٍ قديم ؟
عاشقةً لازلت ،
الصخورُ عاهرةٌ ..
تقاسمني وهجَ الحبيبِ ،
وكنتُ أظنُّه متيَّمًًا ،
لن أغفوَ :
على صوتِ نوارسه الآن ،
ولن يرضى عنِّي بديلًا
.
،،،
" سامحتُه وسألتُ عن أخباره .."
و كرِهتُ غبائي ،
إذ أسلمني لمرضى كثيرين ،
أنحني لمصابيحَ
تحنُو ..
على مَنْ هجروا الدِّفءَ ...وثارُوا .
أتهيَّأُ لإشاراتٍ تزرعُ أمامي
طفلةً في الخامسةِ تمد يدًا ،
وبالأخرى تسحبُ روحي ،
أرتِّبُ
أوزاري
وأرواحًا
غادرتني ...
أيُّها الربُّ :
لسمائي يعرجون بلا خجلٍ ؟
لِـمَ : يتقنون العبثَ بملكوتي
أليسَ البحرُ لي وحدي
وجميعُهم
صَدَفْ ؟!
،،،،
"وبدون أن أدري تركت له يدي .." *
فأنا امراةٌ ...
تكتظُ بأحلامٍ ومواعيدَ
لستُ مغريةً لخوضِ تجربةٍ .
وليِّ رجلٌ :
ندخنُ الحُزنَ معًا
نرتبُ أوجاعًا مزمنةً ،
يَعلَق بذيلي كطفلٍ تائهٍ ،
يبعثرني ..لجنِّياتٍ ماكراتٍ
وينحتُ
أوطانًا ...
تُشْبِهُني ،
يمطرني بأنواءٍ وصَدَفٍ ،
وتأتيه فراشاتي
طائعة ً.
" كم قلتُ أنِّي :
غير
عائدةٍ
له " *
إحالات :
الأبيات : من قصيدة
أيظن لنزار قباني
أبو صالحة : مدرسة
تعينت فيها الشاعرة بمدينتها .
كيلوباترا : منطقة
بحى شرق بالاسكندرية .
الطابية : طابية
عرابي بدمياط والصهريج جزء من الطابية .