الرئيسية » » علب أسمنتية | رضا أحمد

علب أسمنتية | رضا أحمد

Written By هشام الصباحي on الأربعاء، 15 مارس 2017 | مارس 15, 2017


علب أسمنتية
.....

وأنت تعلق بكرة الليل
في سقف حجرتك
وتفتح علبة السردين الصدئة،
تناول وجبتك بشيء من الوقت؛
حاذر أن تعوي،
أن تمسك في خناق المصباح المطفأ،
وأن تتهجد بصوت ناعس موشوم بالأرق
وتنشب أنيابك في حلوى صلبة،
فحين تجتاز يومك الأخير
جائعا،
ستكون العشب المناسب للطب الشعبي،
والإسفنج المعقم بالإبر الصينية؛
يتورم جسدك الذابل
كضجيج طحلب مختمر في مزرعة أسماك.
.

الليل يسليك بأسراب النمل
التي تغطي بياض عينيك،
يمنحك هدنة لتخيط ثباتك في أرض تتدحرج،
ويمهلك للصباح،
أن تجتاز ونجمتك البعيدة
حرج التعارف
في صالونات العزاء.
.

الزائر المرهف
الذي يبحث تحت شرشف كلماتك
عن عذريته الضائعة؛
يتوضأ بما يبقيك حيا
ويصلي على أطرافه الأربعة،
صديق مثالي
لسيرة هشة
لن تنحني لها المآذن وهي تحمل نعشك.
.

تحملك كل الطرق
لعلبة أسمنيتة بأسوار عالية
لا تقل وصلت الآن
دع الأسماء تتبدل ما بين بيت، فندق،
مسجد، مستوصف طبي ومقبرة رخامية؛
الحكمة تجعلك حبيس أخطائك
هي هي مرآتك المغبرة
حدبتك الباردة التي تثقل ظهرك
والمرأة ذات الوجه المشوه
التي تضبط نفسك كل ليلة
وأنت تمارس عادتك السرية
أمام تابوتها المحروق.
.

تتورط في الموت
دون أن تدرك فلسفة أجهزتك الحيوية،
تحتاط لشهيقك في الأماكن العامة
وتصر أحزانك في أجولة الزفير الفارغة
تبتعد عن النظرات المالحة
التي تجعلك حبيبا صالحا طوال الوقت،
تغسل أسنانك جيدا بالبوتاس
وتتحسس من الصابون الرخيص في البارات،
تبقي مشاعرك الحقيقية في قاع وصية
يطوف فوقها الذباب
وتتفتح أعضاؤك كحبات اللوز المر
حين تقطف شهوتك

نفس الرعشة الباردة مرتين.

التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads