الرئيسية » , , , , , , , , » «خلاص» عمل جديد في «روايات الهلال» عن صراع الأنا والآخر

«خلاص» عمل جديد في «روايات الهلال» عن صراع الأنا والآخر

Written By موقع يوم الغضب on الخميس، 16 فبراير 2017 | فبراير 16, 2017

«خلاص» عمل جديد في «روايات الهلال» عن صراع الأنا والآخر

 

    بعد أربع مجموعات قصصية وروايتين، صدر للكاتب المصري هشام قاسم في سلسلة «روايات الهلال» بالقاهرة رواية جديدة عنوانها «خلاص» تناقش العلاقة المركبة بين الشرق والغرب، الأنا والآخر، ويتصادف صدورها مع قرار إداري مثير للجدل للرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب يحظر دخول بلاده على مواطني سبع دول ذات أغلبية إسلامية، في تذكير بصراع حضاري لم يحسم بعد.

    «خلاص» هو اسم بطلة الرواية التي لا نسمع لها صوتا، إذ يغلب على السرد صوت واحد لأب مصري يتوجه إلى ابنته الأمريكية «خلاص» بخطابات تعوض حرمانه منها، بعد أن دبرت أمها الأمريكية حيلة لخطفها من القاهرة.

    علاقة الشاب المصري والمرأة امريكية بدأت في القاهرة، ولكنها لم تنته، إذ غلب عليها الكثير من الالتباس وسوء الظن:

    «اقتربت منها وهي تتجول بالجمل في منطقة الأهرام لأساعدها على النزول، عندما لاحظت أنها متعثرة في الهبوط. معرفا إياها بنفسي كعضو في جماعة أصدقاء السائح.

   ـ هل تعجبك الأهرامات؟

  توقعت أن تبدى ـ كما اعتدت من غيرها ـ شديد إعجابها به «بناء رائع. لا أعرف كيف بناه المصريون منذ أكثر خمسة آلاف سنة». لكن مارجريت مطت شفتيها، وقالت بنبرة هادئة:

ـ لم تعجبني.

ـ لم تعجبك كيف؟

ـ ما المبرر لبناء هذه الأبنية الضخمة، لدفن ملوككم الموتى؟!

ـ المصريون القدماء لم يكن يعتبرونهم مجرد ملوك بل آلهة. لذلك قام المصريون بهذا البناء الضخم عن رضا باعتباره واجبا دينيا.

ـ اعتبار أن الملك إله.. تفكير متخلف.

ـ لم يكن متخلفا في عصرهم منذ خمسة آلاف سنة.

ـ بل كان في عصرهم اليهود. لم يعتبروا ملكهم البشر إلها. بل فطنوا إلى الإله الخالق الواحد.

ـ اليهود قوم رحل لم يكن لهم ملك ليكون إلههم.

ـ قوم رحل لكنهم أرقى دينيا وفكرا.

ـ هل أنت يهودية؟

ـ لا.. بل مسيحية بروتستانتية مؤمنة.

   توقف الحوار بيننا، وتجولنا في منطقة الأهرامات. طلبت مني أن نتسابق في صعود الهرم الأكبر، وسبقتني في الصعود إلى منتصفه. لم أتمكن من الاستمرار لأن الخوف ملكني من استكمال الصعود. هبطت نحوي واقتربت مني».

    ويقول سعد القرش رئيس تحرير سلسلة «روايات الهلال» إن هذه الرواية عزف جديد على ثنائية الأنا والآخر، رسم لمساحات التلاقي والتنافر، إضافة إلى تراث يحيى حقي وتوفيق الحكيم وطه حسين وسهيل إدريس والطيب صالح وعبد الحكيم قاسم وبهاء طاهر. وإذا كان كتابات سابقة ـ بعد خفوت النبرة العالية المصاحبة لفترات التحرر الوطني ـ وضعت الشرق والغرب أمام أفق إنساني شبه مسدود، وخيار عليهما أن يبحثا عن سبل للخروج منه، فإن رواية «خلاص» تعيدنا إلى المربع الأول، إلى بدايات الصراع الحضاري الذي لخصته مقولة الشاعر الإنجليزي روديارد كيبلنج: «الشرق شرق والغرب غرب ولن يلتقيا».


    مؤلف الرواية، هشام قاسم طبيب وكاتب مصري، نشر عام 1990 مجموعته القصصية الأولى «من يضحك كثيرا» بمقدمة لرجاء النقاش، وله ثلاث مجموعات أخرى، وروايتان: «حدث في مثل هذا اليوم»، و«لخبطة مريم الثورية»، إضافة إلى مجموعات قصصية للأطفال.


التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads