الرئيسية » » كتف كريستينا العاري وقصائد أخرى | حسين حبش

كتف كريستينا العاري وقصائد أخرى | حسين حبش

Written By هشام الصباحي on الأحد، 22 يناير 2017 | يناير 22, 2017

كتف كريستينا العاري

وقصائد أخرى



           حسين حبش/ شاعر كردي


رجل الثلج

أهديكِ كنزة صوف،
قفازات،
قبعة،
معطفاً،
وحقلاً واسعاً من الثلج.
اصنعي من الثلج رجلاً
ضعي له جزرة كأنف،
كرزتين كعينين،
وأحمر شفتيكِ كفم
اجعلي الفم مبتسماً
ألبسيه قبعة
لفِّي على عنقه شالكِ بحنان.
وإن لم تجدي له اسماً
سمِّيه باسمي.
ثم اجمعي أطفال الحيِّ
وقولي لهم
هذا هو حبيبي
تعالوا لنلعب معه!


وشم

رفعت قميصها
وقالت: اطبع قبلةً على سرَّتي
في اليوم التَّالي
رفعت قميصها ثانيةً
وقالت: شكراً على الوشم.


صدِّقها

إهمس لأشجارها
إنْ أزهرت،
فصدِّق أنها ولهى.
إفتحْ لها صدرك
وأنسجْ من خيوط قلبك
قلباً على مقاس براءتها.
قل لها مثلاً أنتِ نجمةٌ
إنْ إقتربت منكَ
فقدِّر إقترابها وتأهب للذوبان
في ضوئها.
قبِّلها برقَّةٍ متناهية
إنْ إرتعش كيانها
فصدِّق كل ما يجول
في خاطرها
عندها صلِّي...
وقلْ شكراً للآلهة
لقد وجدتها، وجدتها...


صحة

في الصباح الباكر
يركض الرجل ليُنَمِّي عضلاته
ويحافظ على صحته.
في الصباح الباكر
تركض المرأة لتتفتَّح الأزهار
وتحافظ الطبيعة على صحتها.


كتف كريستينا العاري

كتفكِ العاري يا كريستينا
يوقظ الشهوات
ويثير الرغبات بنمشه المتناثر كحبات المطر
ترفعينَ نتوءه إلى الأعلى قليلا
فيتلألأ العري بكلِّ بهاء ورقة.
فجأة تستديرينَ بكامل فتنتكِ
وتبدئينَ بدندنة أغنية إنكليزية أحبها جداً
"أنت قلبي"
وأجيبكِ فوراً
"أنت روحي"
وتضحكينَ ملء جمالكِ،
ملء ما فيكِ من غنج وسحر ودلال...
قولي لي يا كريستينا
متى ستتركينَ قميصكِ الحريري
ينزلق كاملا عن كتفكِ العاري
ويحط كطائر جريح قرب قدم السرير؟
متى يا حبيبتي الصغيرة
سنقطع الخيوط الواهية
ونبدأ بأجمل الخطوات، الخطوة التالية؟


وردة إلى قلب الحياة

جنوننا أن نرسم
 جنوننا أن نكتب
 جنوننا أن نهدي كل يوم
 وردة إلى قلب الحياة
 جنوننا لن ينتصر يا حبيبتي!

جنونهم أن يحاربوا
 جنونهم أن يقتلوا
 جنونهم أن يصوِّبوا كل يوم
 رصاصة إلى قلب الحياة
 جنونهم سينتصر يا حبيبتي!

سننهزم يا حبيبتي
 أعرف هذا.
سينتصرون يا حبيبتي
 تعرفين هذا.

لكن مع ذلك سنرسم ونكتب
 ونهدي كل يوم
 وردة إلى قلب الحياة.


راقصة سالسا إيرانية

راقصة سالسا إيرانية
تعيش في بون منذ أكثر
من ثلاثين سنة من الصخب والأضواء.
كل مراقص بون وكولونيا
تعرف حركة قدميها الصغيرتين
وتعشق مرمر ساقيها الرشيقتين.
تقول عن نفسها
إنها كانت من سلالة الطيور
قبل أن تصبح أسطورة تمشي على قدمين.
عندما ترقص
تنسى نفسها
تنسى العالم
تنسى كل شيء من حولها
وتتحول إلى سلالة الطيور من جديد.
تتهادى خفيفة، ثملة كأبيات مستلة
من دواوين سعدي الشيرازي
أو قصيدة حبٍّ من قصائد فروخ فرخزاد.
كلما رأيتها
أهمس في أذنيها:
أنت أسطورة البهجة والفرح
وكل هذا العالم الخرب
لا يساوي حركة قدميكِ الصغيرتين

حين ترقصين.

التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads