الرئيسية » » أمشي في قاعة أعرفها جيدا | إبراهيم البجلاتي

أمشي في قاعة أعرفها جيدا | إبراهيم البجلاتي

Written By Unknown on الأربعاء، 9 نوفمبر 2016 | نوفمبر 09, 2016

أمشي في قاعة أعرفها جيدا
الجدران عالية 
والسقف قباب من زجاج 
فقاقيع سماوية
لا ترى الشمس
بين الفقاعة والأخرى
مسيرة الجنس البشري
من خلق آدم
إلى يوم الحساب
ألف مائدة مستديرة
على كل مائدة سبعة أشخاص
أمام الواحد منهم كتب وأوراق وشاشة بيضاء
على الجدران كتب تفوق الحصر
وعلى الأرض رخام
كأنه إسفنج
هدوء تام
هدوء ممل في الحقيقة
لذا،
أحيانا،
أستبدل المكان
بحجرة فوق السطوح
ترى الشمس والخلق بالنهار
وبرج القاهرة
بالليل
وحوله هالة من الدخان والتراب
تضيء وجهي
لوحة إعلانات كبيرة
أحمر
وأزرق
بالتتابع
ولي حرية الانتقال
بين هذا
ومكتبة الدير في "اسم الوردة "
أو دار الحكمة في قلب بغداد القديمة
ربما أوغل في الزمن
- في المرة القادمة مثلا -
وأعود إلى مكتبة الإسكندرية قبل حريقها الأول
في آخر القاعة سلم يقود إلى تحت
بهو دائري
أبواب عملاقة
وراء كل باب قاعة للمحاضرات
من هنا تخرج أفكار العالم الكبيرة
- كيف تحصل على خمسة أطنان من فراء المنك في ساعتين
- كيف تكون صديقا للبيئة في عشر دقائق
- لماذا ينقرض وحيد القرن
- كيف ننقذ أطفال المجاعة من صعوبة التنفس
- الحق في الموت الرحيم
- لماذا نمسح مؤخرة الحياة بمنديل نظيف
- إمكانية الحياة في المريخ
الخ
وأنا أبسط من ذلك
أنا
ضائع في "ألف ليلة"
في الجوع الجنسي لدى شهرزاد
في الحكاية الأساس
من حق الملكة أن تنام مع العبيد في حفل جماعي
ومن حق شهريار أن يقطع هذه الإيور الكبيرة
ورأس كل النساء
وأن يرى الدودة في أصل الشجرة
مثلما ترى شهرزاد أن الحب مرض عقلي
والشهوة دودة في عنق الرحم
تقتلها
حبة جميلة حمراء
عين عفريت
تضاف إلى البخور
أتخيل أن لشهرزاد مؤخرة عظيمة
تقيمها إذا قعدت
وتقعدها إذا قامت
أتخيل أنها برازيلية الصنع
منحة السامبا
وكرة القدم الجميلة
ما الشاعري في ذلك؟
تخيل أنك حلمت بكل هذا عشرين مرة مثلا
بعدها ستؤمن مثلي بشاعرية التكرار
وحتى مرة واحدة تكفي
حلم اليقظة دائما شاعري
أما حلم النائم
فله الله
وأريكة فرويد


التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads