الرئيسية » » الأَنَاشِيدُ | عبد الرحمن مقلد

الأَنَاشِيدُ | عبد الرحمن مقلد

Written By هشام الصباحي on الاثنين، 30 مايو 2016 | مايو 30, 2016

الأَنَاشِيدُ خَواتِيمُ هَذي الأنَاشيدِ غَيرُ مُلائِمَةٍ نحنُ لم نَخُضِ الحَرْبَ بعدُ لنَحزَنَ لسنا كَذلِكَ أَسْرَى لنشْعُرَ بالتَوْقِ للأَرْضِ الأناشيدُ تُجْبِرُنا أنْ نَفِرَّ وأنْ نَقتلَ الضِحْكَ قبلَ احتِفَاءِ الشِّفَاهِ وآذانُنَا لمْ تعُدْ مُشْرَعَاتٍ كَمَا كَانتِ الأمسَ مَلَّتْ مِن النَغَمِ اليَائسِ المُتهَالِكِ والمُتَصَاعِدِ مِنْ جُوقَةِ المُنشِدينَ وهم يَلبَسُون مَلابِسَ رَسْمِيَّةً رَثَّةً يُخْرِجُونَ زَفِيرَ أَنَاشِيدِهِم في طمَأنِينَةٍ لا تُرِيحُ تَوجُّسَنَا ثم يَبْتَهِلُونَ لتَعلُوَ أَصواتُ آلاتِهم نحْنُ لمْ نَخْسَرِ الحَرْبَ.. لسنَا كَذلك أَسْرَى لنَسْمَعَ آهَاتِهم تَتقَافَزُ حَولَ مَشَاعِرِنَا كالذّبَابِ وتَملأُ نَومَتَنَا بالكَوابِيسِ عن جُرُذٍ هَائِلٍ فِي الطَرِيقِ يَصِيدُ الجُنُودَ خَواتِيمُ هَذي الأَناشِيدِ هَادِئةٌ وبَطيءٌ تَنقُلُها ونُمَايلُ رؤسَنَا هَازِئينَ لِنَجْبُرَهُمْ أنْ نَعيشَ عَلى كَيفِنا نَحنُ أبناؤكم أيها المُنشِدُون وأَبنَاءُ زَوجَاتِكم هؤلاءِ اللوَاتَي تَضرَّعْنَ ألا تَمُوتُوا ولسنَا عَبيدًا لأرْبَابِها كىْ نُكَرِّرَها كُلَّما مَسَّنَا السُّوءُ لم نَتُركِ البَلدةَ المُطمَئنةَ للصَحراءِ ولم تَضرِبِ الشَمسُ أقْوَاسَها فتُصيبَ غَريزَتنَا للحَيَاةِ لَكي نَتَسَلَّى بِقَصِّ أَظَافِرِنَا والغِنَاءِ الكَئيبِ على الطُرُقَاتِ .. ولسنا كَذلك أسْرَى بأيدِي العَدُوِّ لنَنْسَى حِكاياتِنا تَحتَ وَقعِ السِياطِ ونَهذي بأَرَجَازِ حَمقى يُغنّونَها في البِلادِ لكي تَتذكرَ أَمجَادَها خَواتِيمُ هذي الأنَاشِيدِ تشبعُ رَغبةَ أربَابِها في السُكُونِ ولكنها لا تُلائمُ فَتنَةَ هذا الزَمَان


التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads