الرئيسية » , » جين هيرشفيلد: نلجأ إلى الشعر عند الشدائد | إعداد وترجمة: أحمد شافعي

جين هيرشفيلد: نلجأ إلى الشعر عند الشدائد | إعداد وترجمة: أحمد شافعي

Written By تروس on الأربعاء، 2 مارس 2016 | مارس 02, 2016

جين هيرشفيلد: نلجأ إلى الشعر عند الشدائد
إعداد وترجمة: أحمد شافعي

جين هيرشفيلد شاعرة أمريكية، لها ثمانية دواوين، وكتابا مقالات، والعديد من الترجمات. أحدث كتبها صدر بعنوان "كيف تغير القصائد العظيمة العالم". وهي حاليا مستشار أكاديمية الشعراء الأمريكيين. 

عن لجوئنا إلى القصائد في أوقات الشدة
من أعظم الأدوار التي تلعبها القصائد في الحياة هو أنها تقول ما لا توجد كلمات للتعبير عنه. وأعتقد أن هذا بالضبط هو ما يجعلنا في لحظات الخسائر الكبرى، أو الحيرة، أو الكآبة، بل وفي لحظات البهجة الشديدة ـ في أعراسنا وجنائزنا مثلا ـ حينما نصادف ما لا يمكن للكلمات العادية أن تقوله، نلجأ إلى الشعر، ففي هذه اللحظات يكون ثمة ما يستعصي النطق به في الغرفة، فتأتي قصيدة لتفعل ذلك.

عن عنصر الدهشة في القصائد
ـ هناك ثلاثة فصول في كتاب حديث لي عنوانه "عشر بوابات" مواضيعها هي الخفاء، والشك، والدهشة. وأعتقد أن هذه الفصول الثلاثة هي لب الكتاب كله.

الدهشة في ما يبدو لي هي الطريقة "الخفية" التي يغيرنا بها الشعر. الدهشة، حسبما يقول لنا علماء الأعصاب ـ لا تدوم في المخ إلا للحظة متناهية الصغر، ولكن هذه اللحظة التي تندهش فيها هي اللحظة التي تنفتح فيها لتفرغ من كل مفاهيمك المسبقة وتسنح الفرصة لأن يدخلك شيء جديد.

فنحن نتذكر على سبيل المثال أن الحزن مدمر. هذا شيء يمكن أن نعتمد عليه. ولكن ما تفعله قصائد الحزن العظيمة هو أنها تقول أيضاً إن الحياة جديرة بأن تعاش، وأن للحزن نفسه جماله. وهذا أمر يوشك أن يكون التفكير فيه ضرباً من ضروب المستحيل إلى أن يقوم هو نفسه بالدخول إليك.

عن الكتابة بوصفها سبيلا للاكتشاف
حينما أشرع في كتابة قصيدة، لا أعرف قط إلى ما سأنتهي. والحق أن الشعر وإن يكن بالنسبة لي وسيلة للتعبير، فهو بالقدر نفسه وسيلة للاكتشاف. 

فأنا أقصد القصائد حينما أحتاج إلى معرفة شيء، أو إلى أن أشعر بشيء لا أشعر به، حينما أحتار، أو أرتبك، حينما يلزم تغيير النسيج الذي يتألف منه تفكيري، أو أن يعاد نسجه، ورتقه. القصيدة وسيلة للعثور على شيء، وليست فقط وسيلة لقول شيء.

عن القصائد "الصعبة"
ثمة قصائد صعبة، عسيرة على الفهم، ولا ينبغي أن يتصور الناس أنهم المخطئون في عجزهم عن فهمها. ففي بعض الأحيان يكون هذا فشلا من القصيدة، وفي بعض الأحيان يكون سوء توافق بين القارئ والقصيدة. فلا تتصوروا أن كل قصيدة هي مهمة وأن عليكم أن تصلوا معها إلى ما يشبه مصافحة التعرف.

لكن بصفة عامة، أعتقد أن ثمة شيئا يحدث، ربما بسبب معلم فاشل في المرحلة الابتدائية ـ يحدث أن يتصور الناس أن القصيدة لغز كالكلمات المتقاطعة وأن ثمة مفاتيح لحله. في حين أعتقد أن القصائد أقرب شبهاً بالموسيقى، ففي حين أن لها معاني فعلاً، إلا أن هذه المعاني في الغالب لا يمكن أن تقال، وأنت حينما تستمع إلى مقطوعة موسيقية فإنك لا تبحث عن ملخص لها. بل تسمع وتنفعل.

وأعتقد أن كلمة "تسمع" هذه شديدة الأهمية، فاستمعوا إلى الكلمات، وثقوا في الكلمات، ودعوا الكلمات تدخل إليكم. امنحوها حياتكم، وانظروا ما سيحدث.

المصدر موقع ٢٤



التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads