الرئيسية » , , , , » روي بيتر كلارك: راقِب تلك الأحوال! | ترجمة: ليلى عبدال

روي بيتر كلارك: راقِب تلك الأحوال! | ترجمة: ليلى عبدال

Written By تروس on الثلاثاء، 8 مارس 2016 | مارس 08, 2016

روي بيتر كلارك: راقِب تلك الأحوال!
ترجمة: ليلى عبدال

استخدمها لتغيير معنى الفعل

 

مؤلفوا مغامرات توم سويفت الكلاسيكية للأولاد أحبوا مواضع علامات التعجب والأحوال. لاحظ في هذه الفقرة الوجيزة من توم سويفت وصاحب الكشّاف العجيب:

“انظروا!” هتف نيد فجأة وقال “ها هو العميل الآن! … انا ذاهب للتحدث إليه!” أعلن نيد بإندفاع.

علامة التعجب بعد “انظروا” ينبغي أن تكون كفيلة بإنارة عقل القارئ الشاب، لكن المؤلف يضيف “هتف” و”فجأة” لحسن التدبير. مراراً وتكراراً، يستخدم الكاتب الحال، ليس لتغيير فهمنا للفعل بل لتكثيف معنى الفعل. سخافة هذا النمط أدى إلى شكل من أشكال التورية المسمى ب “توم سويفتي”، حيث أن الحال يوصل الخط الفكاهي للقارئ:

“أنا فنان” قال بسهولة. 
“أنا بحاجة إلى شيء من البيتزا الآن” قال بصلابة. 
“أنا فينوس دي ميلو”، قالت بثقة. 
“لقد أوقعت معجون أسناني” قال بإحباط.

الأحوال في أفضل حالاتها، تُتَبّل كل من الأفعال أو الصفات. أما في أسوأ حالاتها، تُعبّرعن المعنى الوارد أساساً في ذلك:

الانفجار دمر مكتب الكنيسة تماماً. 
المشجع التفت قبل صراخ المشجعين بعنف. 
الحادث قطع ذراع الصبي تماماً. 
الجاسوس حدّق خلسة عبر الأدغال.

لاحظ تأثير حذف الأحوال:

الإنفجار دمر مكتب الكنيسة. 
المشجع التفتَ قبل صراخ المشجعين. 
الحادث قطع ذراع الصبي. 
الجاسوس حدّق عبر الأدغال.

في كل حالة، الحذف يقصّرالجملة، يحدد النقطة، ويخلق حيزاً أوسع للفعل. لا تتردد في الإختلاف.

نصف قرن بعد وفاته، ماير بيرغر يبقى أحد أعظم المصممين في تاريخ نيويورك تايمز. في واحدة من آخر مقالاته يصف الرعاية التي تلقاها من قبل عازف الكمان الأعمى والكبير في السن في المستشفى الكاثوليكي:

“تحدث طاقم الموظفين إلى الأخت ماري فينتان – المسؤولة عن المستشفى- وأحضروا الكمان القديم إلى الغرفة (203) بعد أن أذنت لهم بذلك. لم يُستخدم لسنوات، لكن لورانس ستروتز تلمّسه بأصابعه القوية البيضاء الطويلة وضبطه بجهد، وشدّ قوسه القديم، فرفعه إلى ذقنه ونزل بذقنه الكث إلى أسفل”.

حيوية الأفعال وغياب الأحوال من علامات نثر بيرغر. كما لعب الرجل العجوز ” آفي ماريا”:

“انتقلت الراهبات مرتديات ملابس سوداء وبيضاء، يحركن شفاههن، في صلاة صامتة. وهنّ مختنقات. السنوات الطويلة على حي بوري لم تسرق لمسة لورانس ستروتز. العمى جعل أصابعه تتعثر في الوصول إلى جسر الكمان، لكنها شُفِيَت. ماتت الموسيقى والجمهور يهمهم بالتصفيق. انحنى عازف الكمان القديم ووجنتيه المجعدتين غارقتين في ابتسامة”.

كم هو أفضل أن “الجمهور يهمهم بالتصفيق” من أن يقول “صفقوا بأدب”؟

استخدام الحال يعكس الأسلوب غير الناضج للكاتب، لكن يمكن لسيقان الخبراء التعثر أيضاً. في عام 1963 كتب جون أبدايك مقالة “قنينة البيرة”. في فقرة واحدة، يصف فيها جمال تلك القنينة المقدسة قبل اختراع صفيحة فتح العلب المعدنية. تذكّرت مرة واحدة كيف أن البيرة “زبَّدت اللذة بشغف لحظة التحرر”. وأنا أقرأ هذه الجملة على مر السنين، كبرت غير صبور مع كلمة “بشغف”. فهي تسد الفراغ بين الفعل الممتاز “زبَّدت” والفاعل الممتاز “اللذة”، التي تجسد البيرة وتعكس لنا كل ما نحتاج معرفته عن الشغف.

لفهم الفرق بين الحال الجيد والحال السيئ، انظر في هاتين الجملتين: “ابتسمت بسعادة” و “ابتسمت بحزن،” أي جملة تعمل على نحو أفضل؟ الأولى تبدو ضعيفة لأن الفعل “ابتسم” يتضمن معنى “السعادة”. لكن من ناحية أخرى “بحزن” يغير المعنى.

يستخدم الكاتب كيرت فونيغت الأحوال بعدد مرات ظهور مذنب هالي. كان عليّ قراءة عدة صفحات من كتابه “أحد الشعانين” قبل أن أعثر على أحدهم. عندما قدّم عظة الأحد ختم خطبته الدينية قائلاً “أشكركم على لطف اهتمامكم المزوّر”. مرة أخرى، كلمة “لطف” حددت معنى “المزوّر”. حالٌ جيد.

هل تذكر أغنية “يقتلني برقة”؟ حال جيد. ماذا عن “يقتلني بعنف”؟ حال سيئ.

انظر أيضا لتركيبات (الفعل – الحال) الضعيفة التي بإمكانك استبدالها بأفعال أقوى: “نزلت إلى أسفل الدرج بسرعة” يمكن أن تصبح “اندفعت إلى أسفل الدرج”. “استمع خلسة” يمكن أن تصبح “تنصّت”. أعطِ لنفسك الاختيار.

وأختم مع تنويه: أغنى كاتبة في العالم هي ج. ك. رولينج، مؤلفة سلسلة هاري بوتر، تحب استخدام الأحوال وخصوصاً عندما تصف الكلام. في أول صفحتين من كتابها الأول، لقد وجدت هذه الأحوال:

“قال هيرميون بخجل”. 
“قال هيرميون بصوت ضعيف”. 
“قال ببساطة”. 
“قال هاجريد بعبوس”. 
“قال هاجريد بانفعال”.

إذا كنت ترغب بكسب أموال أكثر من ملكة إنجلترا، ربما يجب عليك استخدام المزيد من الأحوال. إذا كانت طموحك مثلي، أكثر تواضعاً، استخدمها بإعتدال.

ورشة عمل

1- ألقِ نظرة في الصحيفة وابحث عن أي جملة تتضمن حالًا. اشطب الحال واقرأ الجملة الجديدة بصوت عال. أي جملة تعمل على نحو أفضل؟

2- افعل الشيء نفسه مع ثلاثة من كتاباتك السابقة. ضع دائرة حول الأحوال، احذفها، وقرر ما إذا كانت الجديدة أقوى أو أضعف.

3- اقرأ الأحوال الخاصة بك مرة أخرى وحدد تلك الأحوال التي تحوِّر الفعل بدلاً من تلك التي تكثف المعنى.

4- ابحث عن تركيبات (الفعل – الحال) الضعيفة. “تحدث هو بهدوء” قد تصبح “همس” أو “تمتم”. إذا عثرت على تركيبات ضعيفة، حاول استخدام فعل أقوى لتحسّن الجملة.


 المصدر: تكوين


التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads