الرئيسية » , , , , , , , , » عن الصور الشعرية من كيم أدونيزيو ودوريان لوكس ترجمة: رنين منصور

عن الصور الشعرية من كيم أدونيزيو ودوريان لوكس ترجمة: رنين منصور

Written By هشام الصباحي on الأربعاء، 7 أكتوبر 2015 | أكتوبر 07, 2015

عن الصور الشعرية من كيم أدونيزيو ودوريان لوكس
ترجمة: رنين منصور

الصّورة في الشعر هي اللغة التي تحاكي الحواس الجسدية.

تطاردنا الصُّور. لقد بُنيت أساطير بأكملها على هذه الحقيقة:

سيزان يرسم حتى نزفت عيناه، ووردزوورث يجول تلال ليك كانتري في ذهول آسر. يصفها بليك جيدًا كما وصفها زميل توفو والذي قال له: “كأنّك تحيا مرّتين”. إن الصُّور ليست أفكارًا فحسب، بل هي أكثر هدوءًا وأقصر دلالةً خارج إطارها. إنّها ليست أساطير؛ حيث لا تملك تلك القوة التفسيرية بل هي أقرب إلى الحكاية البسيطة. كما إنّها ليست مجازًا في كل الأحوال؛ فهي لا تصرّح “هذا الذي” بل “هذا هو”.

روبرت هاس / (لذّات القرن العشرين)

   الصّور تطاردنا جميعًا، سواء كانت صورًا مضيئة أم مظلمة. قد تتذكر رائحة زهر العسل أو كولونيا والدك. يومٌ من طفولتك يعود مجددًا، وكل تفصيلٍ فيه محددٌ ودقيقٌ. تسمع الصوت المتهدّج لجريان النهر فوق الصخور، والكلب وهو يشمشم الأوراق المبتلة، كما تسمع صوت صديقك وهو ينادي إليك. يمكنك أن ترى حتى الآن وجه عمتك المتوفية أو ابن عمّك، وأن تستطعم مذاق الوجبة التي غصصت بها بعد انتهاء الجنازة. يشير فرنسيس مايز في كتابه “اكتشاف الشعر” إلى ارتباط الصّور الوثيق بالذكرى. في الواقع، إن الكثير من الذكريات تتألف من صور، وهذا يفسّر نوعًا ما سبب قوتها واستجابتنا لها بهذا الشكل العنيف مقارنة بالأفكار التجريدية العامة.

   ما هو التعريف الدقيق للصّورة؟ يعتقد معظم الناس أن الصّورة تحمل معنى الصّورة المرئية، وهذا صحيح لأن الكثير من الصّور مرئي فعلاً. ولكن ببساطة، الصّورة في الشعر هي اللغة التي تحاكي الحواس الجسدية ويصل تأثيرها إلى مرحلة تتشابه مع أيّ من حواسنا الخمس. قد تكون الصّور حرفيّة، مثل كرسي المطبخ الأحمر في زاوية معتمة من الغرفة، والرمال الرطبة الخشنة تحت قدميها الحافيتين. كما أنّها قد تكون مجازية بتجاوز الواقع وإقرار أو خلق نوع من المقارنة، كالقول بأنّ الكرسي أحمرُ ولامعٌ كطلاء الأظافر، وجيوش ذرات الرمال تتقدم لتتخلل الأرضية الخشبية في البيت الساحلي.


دوريان لوكس

   تأمل ذهابك إلى السينما، وكيف تبدو شاعِرًا بنفسك في البداية بينما أنت جالسٌ في قاعةٍ مظلمةٍ تشاهد الناس والأشياء تتحرك على الشاشة. تشعر بوجود الشخص الذي يجلس بجانبك، وبجدران أو سقف القاعة وأنت تنظر بطرف بصرك. ثم يحدث التحول ويتلاشى العالَم خارج الشاشة لتجد نفسك منغمسًا في الفيلم السينمائي، ولا تشعر بشيءٍ سوى عالَم هذا الفيلم من قصة وأحاسيس وصور. والأدهى من ذلك أنّ الممثل على الشاشة يُشعل في بعض الأحيان سيجارةً أو يسكب كأسًا من الخمر، لتفوح على الفور رائحة الدخان أو العنب في الهواء. تتدافع بعض التشابكات العصبية في مخك وتولّد ذكريات الروائح. السّحر هو ما يجب أن تحدثه الصورة؛ القليل من السّحر. إنّها حقيقةٌ واضحةٌ فهي “كأنّك تحيا مرّتين”.

   جميعنا يحبّذ حاسة معينة. إذا طلبت من عدة أشخاص أن يصفوا لك القهوة؛ سيصف أحدهم رائحتها، وآخَر لونها، وسيصف آخَر مذاقها أو الصوت الذي تصدره حبوب القهوة المتساقطة على الأرض.

يتوجب على الشعراء أن يحرصوا على إبقاء هذه الحواس الخمس – وربما أكثر منها – في يقظة دائمة، مستعدّين لترجمة العالّم من خلال أجسادهم وإعادة تشكيله باستخدام اللغة.

تعتبر الصّور شكلاً من أشكال الطاقة التي تتدفق من الخارج إلى الداخل ثم تنطلق مجدّدًا، وهكذا في تبادل مستمر. تتمشى في الخارج بعد تساقط الثلج لأوّل مرة في الموسم، وتملي عينيك برؤية أراضي الحقول الجميلة، ورئتيك بالهواء شديد النقاء. ينغمر حذاؤك وتشدّه الأرض المتجمدة إلى الأسفل، وعندما تعود إلى الكوخ تشعر بالدفء وكأنّك تضع يَديْن بقفازات فوق أذنيك الباردتين. وتجلس وتكتب عن الثلج. على بعد أميال، وبعد مرور سنوات، إحدى القراء  تغلق عينيها وتعيش تلك التجربة.

   إن الصّور جذابة بحد ذاتها، ولكن ليس بالضرورة أن تحتوي على مناظر، أو أنّ احتوائها على مناظر أمرٌ واجب. تستطيع الصّورة -عندما تحقق غرضها بالشكل المطلوب- أن توجه القارئ لإدراك شيءٍ ما، وتصل بالقصيدة إلى مستوى عاطفي، كما تجسد فكرةً ما. لاحظ القصيدة التالية للشاعر تي. آر. هامر والتي تتضح من خلال سلسلة من الصور المختارة بعناية.

إلى أين وأنتَ ترى عَينَيْها غافِيَتَيْن

ما معنى أن تنامَ امرأةٌ، وُيشرقُ وجهها

في حجرك وبين يديك، سُرعانَ ما يهدأُ تنفّسُها

رغم أنّه لم يعجلْ يومًا، وأنت تدركُ أنّها تعيشُ حُلُمًا

ترتعشُ جفونُها ولكنّها لا تعتصرُ حزنًا

هو ليس إلا حُلُمًا تحتويكَ أحداثه

وأنتَ كذلك لا تعتصرُ حزنًا

كم هو جميلٌ أن تحتضنَها في نومِها

ينسدلُ شعْرُها الكثيفُ على يديك، ويلمعُ كالمعدن

لونٌ في مخيلتك لا تجدُ له اسمًا

رغم أنّه وُجِدَ للتَوّ بينما يشدّك نحو العالَم

لحظةً تبلورت فيها اليقظةُ لتكوينه

بعيدًا عمّا عشته من فراغٍ في الماضي

  وأنتَ تبدو كالفتى الذي سمعتَ عنه

حين سقط في صومعةٍ مليئةٍ بالشوفان

فارغةً من الأسفل


كيم أدونيزيو

بينما يدورُ الشوفان في الأعلى

داخل دوامة ذهبية، دوامة حبوب لامعة

والفتى، بينما أنتَ تسرحُ في مخيّلتك

متكئًا على الحافة

لترى شمسَ الظهيرة

تخترقَ مركز الدائرة التي يرقبها

لاذعةً فوق ظهره تحترق

وهو لا يبالي بما حذّره أبوه

يقف على الحافة وينظر نحو الأسفل

الحبوبُ لا تلبث أن تدور

ويسقط الفتى لِتعلقَ ذراعيه

نحيلتين لا يمكن لها أن تكون جناحَين

وهو يسمعُ بكاءَ أبيه في مكانٍ ما

لكنه سرعانَ ما اختفى

في عمق البحر الذهبي، في قلب الصومعة

وما إنْ وجدوه حتى كان فمه وحنجرته ورئتاه

مَلأى بالذهبِ الذي أسره

مستلقٍ لا يتحرك

لا يرى العالَم بجسده

إنما بتدافع الحبوب الشديد

حيث ذهب بلا عودة

إنّها تشدّه للخارج ولكنْ

دموع أبيه تضيء وجهيهما

يقف عمال المزرعة بدهشة وذهول

تتلمّس في شعرِها ما لا تحبه من الألوان

وتجد نفسك حيث لا تشعر بخوفٍ أو فرحٍ

إنما الشمسُ المضيئةُ تدور

ويمتلئ الماءُ والهواءُ بحبيباتٍ براقةٍ تسحرك

حلمٌ لا تعيشه بل يغوصُ بك في أعماقك

إنْ أحببت بصدقٍ

لن يخذلك

إنّه لن يخذلك أبدًا


الصّور تطاردنا جميعًا، سواء كانت صورًا مضيئة أم مظلمة.

   العاشق هنا مفتونٌ بلون شعر المرأة ومغلوبٌ بحبه لها. يصفها لنا لنمحّص تفاصيلها القريبة؛ وجهها المضيء في حِجْره وتنفسها الهادئ ورعشة جفونها. تصل بنا حَرفِيّة هذه الصور إلى صُور مجازية يترجم من خلالها أحاسيسه. شعرها ببساطة كالمعدن، ولكن يمتد هذا الوصف الخيالي الرائع ليقارن العاشق نفسه بفتىً سقط داخل صومعة . الوقوع في الحب يصحبه تدافعٌ دوّارٌ من العواطف، والصورة التي جاء بها هامر -أي الوقوع داخل صومعة مليئة بالشوفان- تجعل القارئ يعيش تلك التجربة كما لو كانت حقيقية بل جديدة أيضًا. لاحِظ كيف رسّخ الشاعر لغته المجازية باللجوء إلى تفاصيل ملموسة محددة، فعلى سبيل المثال: “يدور داخل دوامة ذهبية” هي صورة مرئية حيّة، بينما شمس الظهيرة “لاذعة فوق ظهره تحترق” هي صورة محسوسة، حيث يمكن أن نستشعر حرارة الشمس ونتخيّل أنفسنا “في عمق البحر الذهبي، في قلب الصومعة.” تتحد عناصر القصيدة وتندمج؛ حيث يتشابه العاشق والفتى، وشعر المرأة والشوفان، كما يتشابه الشوفان وحالة الحب. تعتبر صورة الصومعة مبهرة ومخيفة في الوقت نفسه، والحُبّ كذلك يعتبر حلمًا وكابوسًا؛ موتًا مخيفًا وجميلاً أيضًا. لاحظ أيضًا أنّ القصيدة بأكملها جاءت في صيغة سؤال: ” ما معنى …”،

لم يُجِب الشاعر أبدًا عن تساؤله (ذكر ريتشارد هوغو ذات مرة، “لا تسألْ قط سؤالًا يمكنك الإجابة عليه”، ولكننا نعلم أنّ هامر يتساءل هنا “ما معنى الوقوع في الحب؟”

   ينمّق الشاعر صُوَره ويجعلها مفعمةً بالحياة من خلال استخدام اللون مثل: “دوامة ذهبية” و”البحر الذهبي” و”ملأى بالذهب الذي أَسَرَه”. اللمعان والذهب ونور الشمس في كلّ مكان. كما وُصِفَ الحُبّ، فإنّ القصيدة أيضًا لن تسمحَ لنا أن نتلهى عنها؛ بجملة واحدة طويلة تشدّنا باتجاه ذلك الدّوران واللّمعان. والآن، لاحِظ كيف يستخدم شاعرٌ آخر يدعى غاري سوتو اللون في قصيدته التي تجسّد حُبّ الشّباب.

برتقالات

حين مَشيتُ لأوّل مرة مع فتاة

 كنتُ في الثانية عشرة من عمري

أشعرُ بالبرد وبثقل الوزن

وأخبئ برتقالتين في جيبي


الصُور عبارة عن عملية استرجاع لخبراتنا المحسوسة في العالم

في ديسمبر، يتكسرُ الجليدُ

تحت وطأة قدمَيّ

تسابقتْ أنفاسي ثم تلاشتْ

وبينما أنا أتّجه نحو منزلها

حيث يشعّ نورُ الشرفة اصفرارًا

ليلًا ونهارًا، أيًا كانت حالة الطقس

نبحَ الكلبُ في وجهي

حتى خَرَجتْ هِيَ تنزعُ قفازاتها

وتألّقَ وجهها بأحمر الشفاه

ابتسمتُ وتلمّستُ كتفها

وأخذتُ بيديها عبر الشارع

عبر موقع السيارات المستعملة

وعلى طول أشجار مزروعة حديثًا

حتى التقطنا أنفاسَنا أمام صيدلية

دخلْنا، والجرسُ الصغيرُ

أثارَ انتباه البائعة التي عبرت

ممرًا ضيّقًا من السلع

التفَتُّ إلى الشموع

مُدرّجة كالمُدرّجات المكشوفة

وسألتُها عما تريدُه

النّور في عينيها

والابتسامة تتفتّح من زوايا فمها

أشرْتُ بإصبعي إلى خمسةِ قروش في جيبي

وحين أخَذَتْ هِيَ قطعة شوكولاتة

زهيدة الثمن

لم أقل شيئًا، بل تناولتُ القروشَ

من جيبي، ثم أخذتُ برتقالةً

ووضعتهم بهدوء على الطاولة

حين نظرتُ إلى الأعلى

تلاقَت عيناي وعيناها

حيث انجذبتُ إليهما

وأنا على يقينٍ بسرهما

ثم التفَتُّ جانبًا

لأَدَعُها تنزعُ غلافَ الشوكولاتة

قشّرتُ برتقالتي

كان بريقُها حادًا

يقابلُ ديسمبر الرماديّ

حتى يخالُ أحدُهم على بعدِ مسافةٍ ما

أنّي أشعلُ النّار في يديّ

   إنّ معرفة القليل عن كيفية امتزاج الألوان بعضها ببعض يجعل هذه القصيدة وخصوصًا الصورة الأخيرة أكثر تأثيرًا. لقد استعملَ الفنّانون هذه الحيلة؛ فأضافوا القليل من اللون الأحمر إلى اللون الأخضر ليبدو الأخضر أكثر إشراقًا. وضع سوتو برتقالته لتقابل سماء رماديّة اللون. وإنّ استعمال اللون الرمادي كخلفية جعل اللون البرتقالي يبدو أكثر إشراقًا وحجمًا وصخبًا كما لو أنّه النّار التي قارنه بها في كلماته. لاحظ أيضًا أنّ الألوان الأخرى والإشارة إلى النّور خلال أبيات القصيدة مثل: نور الشرفة يشعّ اصفرارًا ووجه الفتاة “يتألق بأحمر الشفاه” والنور في عينيها والذي يسبق النار في يديه. لقد اخْتيرَت كلّ هذه الصُور بعناية لِتوّلدَ شعورًا بالانسجام. تختص كلّ صورة بإضفاء الحيوية على الصورة المثيرة الأخيرة.

   في قصيدته “الشبح”، كتب روبرت لويل “لا يمكنك أن تتجاهل حلمًا، لأن هذه الصور لها أسبابها في الظهور”. وهذا ينطبق أيضًا على الصور التي تطاردنا، خصوصًا تلك التي نعمل جاهدين على كبحها؛ فهي تتسبب في ظهور ما لا نرغبه ولا نريده. في هذه القصيدة التي كتبَتها ماري هاو، تشعرالراوِية بمطاردة صُور شقيقتها الصغرى لها وهي تتعرض للتحرش.

كَمْ مرّة

لا يَهُم كَمْ مرّة حاولت

فأنا لا أقوى على منع أبي

من دخول غرفة شقيقتي

وليسَ بوسعي أن أرى

أكثر ممّا أنا عليه

متكئةً هنا، أنظرُ في عينيه

الغرفة معتمة

والجميع نِيام

إنّه الماضي

حيث كل شيءٍ على ما يرام

ولا شيءَ يتبدل

يقعُ كأسُ المياه

على أرضية الحمّام

ويرتطم لمرة واحدة قبل الكسر

لاشيء، ليس صوتُ شقيقتي الخافت

وهي تتقلب

وليس صوتُ لكمة ذيل الكلب

عندما يفتح عينه ليراه

متعثرًا عائدًا إلى سريره

وهو لا يزال مخمورًا

يشعر بالارتباك قليلًا

هذا تمامًا ما عَلمْتُ حدوثَه

وإنْ همسْتُ باسمِها

هَسَسْتُ مُحذّرةً

فإنّي على هذا الحال منذ سنوات

ولا يزالُ الكلبُ

يهيج ويعوي حتى يتيقن

إنّه الأب

ولا يزال يفتحُ الباب

وتصدرُ هِيَ تلك الآه الخافتة

وتتقلّب

   كما ذكرنا في السابق، ليس بالضرورة أن تكون الصور مرئية بشكل أساسي. هذه قصيدة يعتبر تَصوّر الراوية فيها مبهمًا حقًا بل وحتى محجوبًا. تلجأ إلى الكلب الذي يساعدها في رؤية ما لا تطيق رؤيته. أكثر ما يعلق في ذاكرتها بوضوح هو في الغالب سمعي؛ أي أصوات من الماضي مثل: وقوع كأس المياه ولكمة ذيل الكلب والهمس والهسهسة والعواء ومِن ثَمّ انفطار القلب “الآه الخافتة”. وحتى غياب الصوت يعتبر مهمًا في هذه القصيدة. تمكّننا هذه الصور الحيّة من الإحساس بعجز الأخت وسرعَة تأثّرها.

   الصُور عبارة عن عملية استرجاع لخبراتنا المحسوسة في العالم؛ دونها ستجازفُ بقصائدك وتعرّضها للغموض والخطأ، كما ستفشلُ القصائد في إقناع القارئ. كلّما مارستَ الكتابة بلغةٍ مجازيةٍ –تسجّلُ كلّ تفصيل بشكلٍ واضحٍ جدًا قدر الإمكان- كلّما أصبحَ شِعْرك تجربةً يعيشُها القارئ، وليس فقط مجرد تجربة تحدّثه عنها ببساطة. تحيط بنا الصُّور بشكلٍ يومي. انتبه إلى تلك الصُّور، واستخدِمْها في بناء قصائدك.

المصدر: The Poet’s Companion.

نقلا عن تكوين

التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads